قاسم العجرش
يكرر بنيامين نتن ياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني؛ بلا إنقطاع، أنه يعارض أي أتفاق بين الغرب، وجمهورية إيران الإسلامية، بشأن برنامجها النووي السلمي، وفي هذا الصدد، فإنه حصل على كارت بلانش من الإدارة الأمريكية، فترامب الرئيس صرح بأنه تفوق على جميع الرؤساء الأمريكان، في خدمة إسرائيل ودعمها وتثبيت وجودها.
يعمل نتن ياهو على إبتزاز دعم أمريكي لموقفه، موظفا قوة اللوبي الصهيوني، داخل الولايات المتحدة، وتأثيره في القرار الأمريكي، لكن هل يمكن «لإسرائيل» أن تقوم بعمل عسكري ضد إيران؛ حتى وان توفرت لها شروطه؟!
نتن ياهو تحدث كثيرا، عن إمكانية قيام إسرائيل؛ بعمل عسكري ضد إيران، فما هي دوافع إسرائيل من وراء أي عمل عسكري، تقوم به ضد إيران، وهل أن الظرف الراهن ملائم لكذا عمل؟ وهل هي قادرة فعلا على تنفيذ تهديداتها؟ أم إنها مجرد ضغوط؛ لتحقيق أهداف دبلوماسية تتجاوز إيران، إلى الأطراف الرافضة للسياسة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية ؟
التهديدات ليست جديدة، ومنذ الخطوات الأولى للبرنامج النووي الإيراني، وقف الكيان الصهيوني ضد هذا البرنامج، وكثيرا ما دفع نحو فرض ضغوط على إيران، لإثنائها عن المضي في تنفيذ البرنامج، بل حتى نحو القيام بعمل عسكري سواء منفردا، أو تحت مظلة مشتركة مع قوى أخرى.
تعمل إسرائيل على الاستفادة من معطيات إقليمية، منها العداء الخليجي لإيران، وثانيها انحسار أولوية الصراع العربي الصهيوني، وظهور أولوية الإطاحة بأنظمة سياسية، ومنها النظام السوري حتى وان كان بالاستعانة بالتدخل الأجنبي، أو العراقي حتى وإن كان بتشكيل داعش، من قبل أمريكا وأسرائيل وأنظمة الخليج! .
جذور هذا الموقف في الإستراتيجية الإسرائيلية، قائمة على منع بروز أي قوة إقليمية أخرى في المنطقة، ومنعها من امتلاك قدرات نووية أو عسكرية، يمكن أن تشكل تهديدا للتفوق الصهيوني.
في هذا السياق قصف المفاعل النووي العراقي سنة 1981، الذي كان آنذاك طور الإنشاء، ومنشأة دير الزور السورية سنة 2007، بدعوى أنها منشأة نووية سرية.
الحقيقة أن أي مغامرة إسرائيلية ضد إيران، ستكون محكومة بالفشل مسبقا، لإعتبارات عدة، أولها أن البرنامج النووي الإيراني، موزع على عدد كبير من المواقع المنتشرة على طول إيران وعرضها، وهذا سيصعب مهمة سلاح الجو الصهيوني، كما تستوجب مهاجمة إيران، قطع مسافات طويلة، وترتيبات مع الدول التي سيتم قطع أجوائها، دون نسيان عنف الرد الإيراني المرتقب، سواء على اسرائيل او على الدول التي تعاونت معها لتسهيل مهمتها.
سيترتب على أي هجوم إسرائيلي على إيران، أن تخلو مدن الخليج والجزيرة العربية من سكانها تماما، وستتوقف الحياة هناك بشكل تام، وستحترق مليارات التريلونات من الأموال!
إذا كان ضرب إيران بهذه التعقيدات الميدانية، فما بالك بمخاطره على استقرار منطقة الشرق الأوسط، المهمة في سوق النفط العالمية، فهل يمكن لنتن ياهو إطلاق رصاصة واحدة ضد إيران، بقوتها العسكرية الهائلة، التي يمكنها محو تل أبيب، وكل عواصم الخليج والجزيرة العربية بعشر دقائق؟!
العقل الصهيوني الذي يحسب الربح والخسارة في كل خطوة يخطوها، نزع نحو فكرة التحرش بإيران، عبر ضرب حلفائها في المنطقة، متخيلا أن ضرب الحلفاء سيجبر إيران على التخلي عن مبادئها، وسيجعلها تعيد حساباتها.
كلام قبل السلام: ضرب معسكرات الحشد الشعبي يأتي في هذا السياق!
سلام
https://telegram.me/buratha