المقالات

نحن علويون ..وهم معاويون ..

2011 2019-08-21

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

في انتخابات ٢٠١٨، كنا قد دعمنا اكثر من ٥٠ مرشح، بعض منهم اصبحوا نواب من قوائم كتل سياسية، وكان هدفنا ان نضع في سلة الفاسدين، نخب من الشرفاء...و مثلما صدمنا في النواب، صدمنا ببعض الكفاءات اللاهثين وراء المناصب والامتيازات، حتى وصل الامر باستاذة انسحبت منا عندما نصحناها ان تقدم لمجالس المحافظات، فكان ردها: سألت نواب واعضاء مجالس المحافظات، واكدوا ان امتياز النواب اضعاف امتياز مجالس المحافظات...وكانت استاذة اخرى من المرشحات قد انسحبت عندما زارت احد المناطق العشوائية، ووجدت ان من يعيل ايتام وعوائل معدمة عجوز تدعى (ام علي)، تعمل (دوارة) و (نباشة) في القمامة والازبال، حتى ان يديها ملفوفة بعديد من الخرق (قطع القماش البالية القديمة)، وعلى وجهها كل تجاعيد الزمن في الوقت العراقي  الضائع البائس...تقول المرشحة:عندما سألت (ام علي)، لماذا تعملين وتكدين و تصارعين الدنيا، وانت اكل عليك الزمان وشرب ..

قالت (ام علي):  نحن جماعة علي (ع)، ما نامت عينه عن فقير، ولا غفلت عن محتاج، ولا سكتت عن باطل، ولا تخلت عن مظلوم .ولا شبعنا وبطون الايتام والارامل جائعة...

تقول المرشحة: نصحتها ان تذهب لأقطاب الحكومة والكتل السياسية..

ردت (ام علي): تريديني اذهب لجماعة معاوية؟!

 استغربت صديقتنا المرشحة: الذين في الحكومة، سياسيون سادة (علويون)، و اخرين من الحجاج وهم اتباع علي..

قالت (ام علي): نحن علويون وهم معاويون .ابو لهب كان عم النبي، والعباس عمة، ومعاوية ابن ابي سفيان كان يسمونه (امير المؤمنين)، يصلي ويأم المسلمين،ويحج ويقرأ القران، وكل من في حكومتنا، هم معاويون اصل وصورة، ويحاولون خداع الناس والله فاضحهم، وسيدخلون قبل معاوية الى جهنم و بئس المصير...

قالت صديقتنا المرشحة: كانت ام علي صادقة في كل ما قالت، ولكنها بدأت تكذب..

قلت لها: كيف؟!

قالت: سالتها هل ان عملها يدر عليها مبالغ جيدة لتعييل ايتام؟

 كانت اجابتها: بان الله يرزقها رزق وفير وخير كثير!

 والحقيقة ان عملها لا يدر الا ما يسد الرمق!

تقول كذبت عندما قلت لها: هل انت تسدين حاجة بيتك، لتساعدين ايتام وبعض الارامل؟

اجابت ام علي: اعطانا الله خير كثير، وأعيش في قصر مرفهة، والحقيقة بيتها من الصفيح (الجنكو).

قلت لصديقتنا ما قاله ابو العدالة الامام علي (ع): احقر الحكام من تزدهر احوالهم و تجوع فقراءهم..

في نهاية الثمانينات والتسعينات، كنت اسكن في حي الخليج بين ٣ كنائس، في منطقة يقطنها اخواننا المسيحيين، وكانت بسبب ظروف عملي قليل العلاقة في المنطقة، ماعدا عائلة تسكن مقابل داري،هم بيت (ابو انطوان)، وكان ابنهم (ريمون) يتولى الحفاظ وترتيب البيت .

بعد اول عيد اضحى من سكني، و جدت في بيتي (الذي لا يدخله الا ريمون الذي يقوم بتنظيفه)، على مائدة الطعام، اطباق حلويات متنوعة .

سألت ريمون: من جلب الحلويات..

قال: جلبتها من اهلي، وزعوها بمناسبة عيد الغدير..

 اندهشت، وقلت له: ما علاقتكم بعلي ابن ابي طالب، وعيد الغدير؟!

قال ريمون: عندما كان شقيقي (انطوان)، في معركة الفاو، بحربنا مع ايران، لم يعد لنا، وعندما ذهب والدي الى جبهة القتال وكانت مشتعلة حينها، ابلغوه ان لواءه تم ابادته، وان الجثث لا يستطيعون اليها ليسحبوها ويرسلوها لأهلها، ويأسنا منه..لكن احد صديقات امي المسلمات، اقنعت امي بالذهاب الى مرقد الامام علي (ع) بالنجف، والطلب من رب العزة بمقام علي، ان يعيد جثة ابنه..

يستطرد ريمون ان امه وام محمد باتوا بالضريح، وعندما عادت امي، جاء بعدها انطوان بايام، الذي تبين انه وبعض الجنود نجوا  وتم دمجهم مع وحدة عسكرية اخرى، و بقوا محاصرين، ولم يتم منحهم اجازات بسبب استمرار المعارك..ومن ذاك الوقت و بيت ابو انطوان يوزعون (الهريس) في محرم، ويوزعون الحلويات في(عيد الغدير) و (الزردة) في المولد النبوي ...

وروى ريمون لي قصة (علي سكمن)، ابن المسيحي صاحب فندق (سكمن) وكيف رزقه الله بولد عن كبر، بعد ان اقنعه احد العاملين في الفندق ان يذهب للنجف، و يطلب من الله كرامة لعلي بن ابي طالب (ع)، وسماه علي الا ان الكنسية اعترضت ولم تقبل تعميده الا بتغيير اسمه، فعدله الى (علاء)..

ولابد من تذكر ان راس الكنيسة المارونية عندما تم ابلاغها ان موسوعة جورج جرداق الموسوعة (علي صوت العدالة الانسانية) في عام ١٩٥٧ مركونة على منضدة الكاتب، لأنه لم يجد من يتولى طباعتها، فأمر القس برعاية طباعتها وعلى نفقة الكنيسة المارونية في لبنان، وهو صاحب قول : ليس عليا ملك المسلمين والشيعة، بل هو ملك الانسانية جميعا"..كيف لا يكون علي ابو الانسانية وهو من قال قبل ١٤٠٠سنة : الناس صنفان :اما اخ لك في الدين، او نظير لك في الخلق..

يبقى علي ابو الفقراء فهو من قال: (لو كان الفقر انسان لقتلته) و (كاد الفقر ان يكون كفرا").

ترددت ان انشر المقال من يومين، ولكن حلم جائني فيه (خالي علي، وشقيقي علي، و ابني محمدعلي) يطلبون مني ان يقرأون مقالا عن علي..فاقدمت على نشره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك