عبد الحسين الظالمي
اتم المسلمون حجة الوداع في مكة واتجه المسلمون للعودة الى ديارهم ، بعدها جمعهم الرسول الاكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في غدير خم وخطب فيهم خطبة اتمام الدين هذه الواقعة التي تسمى عند المسلمين اليوم بعيد الغدير او خطبة الغدير والتي شهد وسمع مضمونها ما يقارب المائة والعشرون الف حاج من الصحابه وعامة المسلمين والتي نص مضمونها على تنصيب علي ابن ابي طالب عليه السلام خليفة للمسلمين بعد الرسول الاكرم ذلك المضمون الذي اراد الله جل في علاه، من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم تبليغه والذي عد من الاهمية ان عدم التبليغ يعتبر عدول عن اتمام الدين ( فان لم تبلغ فما بالغت رسالتك )، اذا الموضوع مهم وهو امر اللهي لا يقبل التاجيل . لذلك عندما لم يطبق هذا الامر انجرفت الامة نحو ما نحن علية الان .
رحل الرسول الاكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى جوار ربه ، وانشغل الخليفة بتجهيز الرسول ودفنه وهو يعيش هم الفقد الكبير وهم الامة ، اما القوم فقد انشغلوا باجتماع السقيفة لاختيار خليفة للمسلمين متجاهلين امر الله وخطبة رسولهم الاكرم .ومخالفين اهم قاعدة اقرها الرسول الاكرم استنادا للقران وهي قاعدة الوصية والتي بدونها يموت المسلم ميتة جاهلية اذا لم يوص بوصية تخص اموره الخاصة والعامة فكيف يمكن تصور ان يترك رسول الله وهو خاتم الرسل هذة القضية المهمة والتي تتعلق بمصير الامة ومستقبلها ؟ وكيف لمسلم ان يتقبل ذلك ؟ .
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اختار علي امير المؤمنين "ع" خليفة بأمر الهي واضح وبايعه المسلمون والقوم اختاروا ابا بكر الصديق خليفة للمسلمين والنتيجة ان الشورى افرزت خليفة والتنصيب والبيعة ارادت خليفة اخر تلك الحادثة التي اسست لكل مشاكل الامة الاسلامية فيما بعد، وبذلك اصبحت الامة امام مصطلحين ،مصطلح الشورى ومصطلح التنصيب او البيعة ( بيعة الغدير ) ولكن بمرور الزمن وخصوصا بعد الخلافة الراشدة ، الواقع عكس تطبيق هذين المصطلحين وأصبح اصحاب منهج الشورى ملك يرث ملك وابن يرث اباه في الرئاسة وأصحاب البيعة والتنصيب ديمقراطيين ويتداولون السلطة بواسطة المجالس والشورى
والانتخابات التي تعد صورة عن البيعة وهذه حقا من مفارقات هذه الامة .
عيد الفطر اتمام الصيام والأضحى اتمام فريضة الحج وعيد الغدير اكمال الدين وإتمام النعمة
هذه المناسبة التي تعد محطة تجديد يقف عندها كل مومن مخلص ليراجع موقفه الولائي وسيرته الشخصية وعرضها على مسطرة صاحب الولاية الكبرى ومدى تمسكه بهذه الولاية سلوكا ومنطقا
وفكرا وتعاملا وهذا هو المطلوب وهذه هي البيعة الحقيقية التي يريدها منا الرسول الاكرم وصاحب الولاية الحقة الامام امير المؤمنين علي عليهما افضل الصلاة وأتم السلام لذلك نقل عن المعصوم كل يوم لا يعصى به الله هو العيد .
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha