مصطفى كريم
في عام ذكره التاريخ وفي رواية صحيح السند.
يبتهل الرسول الكريم ويحج وما أن عاد في طريقه حتى جمع الناس على الإسلام وإعطاء الحقوق، وليرسم ملامح الدولة الإسلامية التي ما بعث الله رسولا الا لتكون كاملة مكتملة لا يشملها النقصان.
لذا كان واجب الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن يتحدث بواجبات الأمة حتى لا تعود كما في السابق.
وأن يختار رجلا يعرف الحق والحق يعرفه، ويكون قائدا للأمة الإسلامية لتمضي على نهج الرسول دون أن تزلف عن ذلك الطريق المقدس الذي اختار الله للعرب وللمسلمين كافة.
اختار الرسول الكريم ابن عمه واخوه علي ابن ابي طالب عليهم افضل الصلاة والسلام.
ليكون حاكما شرعيا وقائدا للأمة الإسلامية بعده.
هنا أبتدأ التاريخ السياسي يغالط نفسه
وبدأت معها مرحلة الجشع لدى محبي السلطة والجاه فبعد التبريك لم يصمد البعض ليتنفض قبل وفاة الرسول ورحيله الى الملكوت الأعلى وهو متمم لما أمره الله به وأكمل الأسلام، وأعطى الحق وصارع الباطل بنظام لم يكن له مثيل على مر التاريخ.
في يوم الغدير المبارك كانت الأمور واضحة المعالم للأنصار والمهاجرين وأرسى الرسول العظيم في تلك الحادثة مهمام على الأمة المضي بها والا كان مصيرها الهلاك.
فأختيار علي ابن ابي طالب ليس من باب الصدفة أو مدى المقبولية والحب والعلاقة التي كانت بينه وبين الرسول الكريم.
بل يتعدى ذلك لتكون أمرا سماويا كان على النبي الأكرم ان يفعل ما أمُر به من قبل الله عز وجل.
ولكن للتاريخ حدث غير قابل للأقناع أذا كان فاعليه قد شاركوا الرسول الأعظم وعاشوا معه وفق ما ينبغي عليهم من واجبات. فكما ذكرت لم يصبر البعض لينقلبوا عن أعقابهم ويظهر المكر الذي كان يدبرون اليه في الليل داخل الغرف العتمة.
فصرخوا بوجهه التاريخ أولا وحرفوه فلم يسمعوا أو يباركوا لعلي في يوم الغدير
بل كانت وصايا عامة لم تمثل قرارا سياسي لنبي الأمة والأمة احق بأختيار قادتها كما عبروا انذاك.
هنا برز شجع السياسة والمرض الذي يصيب من كل همهم الجاه والسلطان والعظمة. وهم مقبلين على ركوع الناس عند أقدامهم ولن يبالوا بالحق مهما اندثر ومهما فعل الباطل وبرز وظهر.
الأهم سحب رداء الخلافة من علي ابن ابي طالب عليه السلام.
بموافقة معظم من وافقوا الرسول الكريم في يوم الغدير.
في نقطة سوداء بتاريخ إلامة الإسلامية ليتحول النظام الإسلامي الى نظام التصارع والتكالب ونسيان العدل والمساواة وأعطاء الحقوق.
بشكل عام ما ضحى من أجله الرسول الكريم يضيع مقابل شجع السلطة. عندها لم يرى علي ابن ابي طالب مصلحة لردع أخذي الحقوق وناكري البيعة حتى لا تكون فتنة يفتتن بها الناس ويذهب الدين جفاء ويتغطرس التاريخ وكتابه الممولين ماديا بالحديث عن ما صنع الإسلام في ذلك الوقت حبا بالسلطة.
اليوم اتحدث عن يوم الغدير من باب مدى قدسية ذلك اليوم العظيم ومدى شجع السلطة لدى من يحاولون سلب القيادة من أهلها وأن كانوا لا يفقهون شيئا سوى عشق الباطل وتهديم الدين والنظام الإسلامي.
يمكننا القول... قدسية يوم الغدير تمثلت بالتصريح والتأييد السماوي الذي ناله علي ابن ابي طالب، و أظهر الكثير من كانوا يرتدون رداء الإسلام لأجل نيل السلطة
ولم يفهم التاريخ كيف أن التحريف قد بلغ الزبا ومال الأسلام الى كفة الباطل دون أن يستشعر من قابلوا الشورى بالقبول!.
أن هذا الفعل ومدى الجشع لدى الراغبين بالسلطة أذهب عن الناس نظاما أسلاميا معتدل يؤمن بأعطاء الحقوق وأرسى قوانين العدالة والمساواة.
مقابل نظام قمعي جشع يؤمن بالباطل وتخمة أصحاب الكراسي والشيوخ.
https://telegram.me/buratha