عبد الحسين الظالمي
هل اصبحت ايران العظمى التي تقف خلف اي حدث في العالم والمنطقة لينتقل القول المشهور سابقا (لو تشجار قرشان في البحر لكانت بريطانيا العظمى خلف ذلك الشجار).
ام الأيرنة اصبحت عقدت الكل إرضاء لمن لا يريد احدا في العالم خارج هيمنته وسطوة نفوذه؟ ام أن صمود ايران كدولة مسلمة لها خصوصيتها ونظامها الذي اختاره شعبها اصبحت لا تطاق في المنطقة ؟ ام شكل النظام ونوع التعاطي مع الاحداث ودعم المستضعفين يخيف من اعتاد على المساومة ؟
لماذا ايران اصبحت بعبع الكل فلا نجد يوميا بل ولا ساعة دون ان يكون هناك خبر يتهم ايران بإحداث قلق او مشكلة؟ ام ان الفكر الذي تنتهجه ايران هو المشكلة وهو مصدر القلق؟ اين تكمن المشكلة ؟
سمعت مره نقلا عن الامام الخميني قولا معناه (ان مدحتنا امريكا علينا ان نراجع انفسنا فحتما ان هناك خلل معين) فهل حقا ان ذلك ما يجرى الان ؟!
فالكلام بحق الجمهورية وهذا الخوف والقلق منها ومن يسير بركبها هو شهادة صارخة واضحة بصدق وحقانية مواقف الجمهورية الاسلامية ومن معها.
انا لا اتكلم عن التبعية او الذيلية التي تكلم عنها البعض حول مواقف البعض التي حتما لا تفهم وفق مبادئ الفهم الموضوعي للمواقف ولا اتكلم عن الذين يصورون انفسهم اكثر من الإيرانيين حرصا على الجمهورية بل اتكلم عن موضوع مواقف نظام وشعب و دولة وسياسة استراتيجية اخذت تنمو وتقوى كل ما زادت الهجمة عليها تصبح اكثر قوة ورسوخ وكل ضربة توجه لها تخرج منها بأقوى مما سبق، رغم ان من المحال في الدنيا ان لا يعاني اصحاب المبادئ وإتباع الحق من معاناة ومشاكل وربما خسارة هنا وهناك فالحياة الدنيا طبيعتها هكذا تقسوا على مثل هؤلاء حتى قال عنها امير المومنين عليه السلام (لم يبق لي طريق الحق من صديق).
نقل حديثا عن الائمة المعصومين(اعرف الحق تعرف اهلة) . المنصف والمبدئي هو من يرى الحق ويقيم الامور على مسطرة الحق وليس العكس
من يحاول لي الامور لتصبح على مقاس افكاره وتوجهه فذلك يخدع نفسه قبل ان يخدع غيره.
وهناك فرق واضح بين من يقيم الامور تقيما صحيحا ليكون موقفه امام ضميره وأمام الله سليم ، وبين ان يخلط ويصور الامور على ان ذلك ضد الوطنية وتلك عمالة وتلك ذيلية وتلك وتل ، وتناسوا ان حب الوطن من الايمان والدفاع عنها حق ولكن ذلك لا يعني ان لا نقول الحق والصواب فالوطن هو الأهل والعشيرة والأرض والتاريخ وليس على ذلك مساومة او مزايدة سواء عند الفرد الايراني او العراقي فلكل منهم الحق فالدفاع والاعتزاز بوطنه وليس مطلوب منه ابدا ان يساوم مقابل ذلك ، وسوف لن يطلب احد منه ذلك لان ذلك حق طبيعي لكل انسان وجد معه منذ الازل لذلك ذكر القران الكريم في احد آياته (ان الذي فرض عليك القران لرادك الى معاد) ذكر اغلب المفسرين ان قصة ذلك تعود على انها خطاب لرسول الاكرم صلى عليه ووآله سلم ووعد من الله له بعودته الى موطنة الاصلي لكثرة حنينه ودعائه بطلب العودةً الى دياره وهو رسول الانسانية جمعاء فكيف بالإنسان العادي؟!
ومن هنا نقول الوطنية لا تعني ابدا ان نجافي الحقيقة وان نتهرب من ذكرها لأنها لا تعجب من اصبحت عقدته الازلية الايرنة بذنب او بدون ذنب .
وحقيقة عندما اسمع تفسير البعض لبعض الاحداث اتعجب من اسلوب تفكيرهم وكيفية ربطهم للإحداث وكان الكون ليس فيه مؤثر سوى ايران فقط وتلك شهادة ضمنية الهمها الله على لسان البعض لجمهورية الاسلامية .
فباستعراض بسيط لمواقف اصحاب عقدة الايرنة تجد ان ما يتهمون به ايران ومن يناصرها بالذيلية هم اكثر ذيلية وخنوع لمن لا يستحق ان تقف خلف افكاره ومصالحه على عكس الاول الذي ربما يكون موقفه دفاعا عن حق دفعه ضميره السليم لوقوف معه، من حقك ان تدافع وتتشهد ببطولات مناضلين ملحدين وليس من حقي ان اذكر بطولات وًمواقف اصحاب منهجي ، فمن هو الذيل يا ترى من يريد لك ان تكون خاضعا تابعا يتلاعب بك كيف يشاء ومتى شاء يدخلك في حرب ولا يخرجك منها يتفق معك ويتآمر ضدك ؟
ام مع من يقول لك ان مصلحتنا جميعا ان نكون اسياد اوطاننا وان نتبادل خيراتنا بما يخدم شعوبنا ولهذا فليتنافس المتنافسون بينا بالحق والوطنية فهل ذنبه ان تكون انت ضعيف ام ذنبك ؟ سوال يجيب عليه فقط اصحاب الضمائر المنصفة البعدين عن عقدت الرفاق والمناضلين وأبناء العم من الاعراب اصحاب ترامب ورفيقه تيلسون في المملكة العجوز.
https://telegram.me/buratha