علي الطويل
ظل العراق وخلال ال16 عاما المنصرمة في ظل الاحتلال الامريكي بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، في الدور الاول كان احتلالا مباشرا كل شيء في العراق تحت سيطرة المحتلين ارضه ومائه وسمائه ورزق شعبه وادارته الى ان تم سحب القوات وماسمي باتفاقية الاطار الاستراتيجي ، عندها حصل العراق على سيادته التي يفترض ان تكون تامة ، ولكن في الحقيقة ظل المحتلون يتدخلون في كل شيء ولا يوقفهم مانع ، يتحركون كيف يشائون ويعتقلون كيف يشائون ويتدخلون انى يشائون واينما يشائون، وتعزز ذلك كثيرا بعد الحرب على داعش وتشكيل التحالف الدولي ، الذي اعطى القوات الامريكية نوع من المرونه التي كادت ان تفقدها بعد الضغوط الشعبية والسياسية التي واجهوها نتيجة تدخلاتهم بالشان العراقي ، فاعاد الامريكان مجددا تحركاتهم الغير منضبطة يتحركون في ارض العراق وسمائه بحجة مقاتلة داعش وتحت يافطة التحالف الدولي ، والمؤسف ان الحكومة السابقة كانت تغض الطرف عن كثير من هذه السلوكيات والتحركات ، وظلت سماء العراق ساحة حرة لهم استخدموها للتجسس على العراق تارة ، وتارة اخرى لضرب اهداف محددة دون ان يكون للعراق القدرة على منعها كون الامكانيات الجوية العراقية في المراقبة والرصد محدودة ، كما ان الغياب الحازم للقرار السياسي والسيادي للحكومة العراقية جعلهم في مامن من المسائلة واطلق ايديهم بالحركة ،
واليوم شكل قرار الحكومة العراقية بمنع اي طيران اجنبي في الاجواء العراقية الا باذن الحكومة العراقية ، وحصرها بيد القائد العام للقوات المسلحة ، انما هو قرار شجاع وحازم ينتزع السيادة على اجواء انتزاعا ويفرض هيبة العراق فرضا ، اذا لابد ان يعي الامريكان ان العراق فيه حكومة قوية تحرص على استقلال العراق ومسؤولة عن حماية شعبه ومسؤولة بشكل مباشر عن امنه وسيادته ، وان عدم التزامهم ببنود اتفاقية الاطار وسكوت الحكومات السابقة لايعني ان العراق راضيا عن تصرفاتهم واطلاق ايديهم مجددا في الحركة وخرق السيادة العراقية ، ان جميع القوى السياسية مدعوة لمساندة قرار الحكومة العراقية في مسك شؤون الامن العراقي بايدي عراقية وتحت ادارة عراقية . لان هذا القرار لايخص رئيس الوزراء ولايخص فئة معينة او حزب ، وانما يخص الدولة العراقية وشعب العراق وامنه وسيادته واستقلاله.
https://telegram.me/buratha