محمد كاظم خضير
سياسي فاسد يقف أمام مرآته، ويقول:
أكاد أجن فقد فعلت بالعراقيين ما لو كان إبليس مكاني لخشيَ غضبَهم؛ لكنهم التزموا الصمت.
جعلة الفساد يأكل مؤسسات الدولة فبلع الجميعُ ألسنتــَهم.
أجبرتُهم على الخضوع لرأيي في إعطاء الأرض، والتنازل عن لمؤاني اللتين أهديتهما للأشقاء، فدخل العراقيين إلى مخادعِهم يبكون ويذرفون الدموعَ الساخنةَ على وطنهم.
جعلتُ إعلامييهم ومثقفيهم ونخبتهم وصفوتهم قِرَدةً ترقص، وتصفق علىَ أنغام فبانت مؤخراتهم الحمراء من خلف أقلامهم!.
أعدتُ عالــَمَ الرعب لئلا يتكرر نظام صدام فسمعت من شرفة قصري نبضات قلوبهم وهي تهزّ الأرض هزّا!.
وضعت سياسين الجهلاء والغوغاء تحت جناحي فبدت الدولة فاسد في بدون خليفة، إنما تحت إمرة سياسي إذا أمر يُطاع.
جعلت العراق العزيز يحمل لقب المتسولة، وأنفقت أموالَ التسوّل على مشروعات شخصيه ففرحوا بمساجدهم وديونهم 0وخافوا أنْ يسألوا عن مستشفياتهم وعلاجهم ومدارسهم.
كنت أشعر بالازدراء نحوهم، وأجتمع بكبارهم فأتحدث إليهم وهم خلف ظهري احتقارًا لهم، فلم يتظاهر أي منهم بامتعاض أو عدم رضا.
حرّمت عليهم معرفة قاتلي أبنائهم وأعداد الشهداء وأسماءهم ولم أكلف نفسي عناء شرح النزيف الوطني في قطعة أرض.
مددتُ يدي للمحسنين من أهل الشر في حروبهم ومعاركهم فامتلأت خزائن البلد بأموال تساعدني في تسديد فوائد قروض لم أكن في حاجة إليها.
عندما قال لي بعض السياسين الذي اتحدثه معهم بأن الشعب سيطيعك ويبرر جرائمَك ويقف سدًا منيعا لحمايتك حتى لو جلدتهم فردًا .. فردًا؛ لم أكن أصدق، ذلك.
صنعت للعراقيين وحشا مفترسا من جماعة إرهابية داعشية عمودها الفقري مهشّم، فأصبح القنوات اعلامية خط الدفاع عني بغبائنا فكانوا يهاجمونني فيسقط العراقيين من الخوف ويرتعد أفراد الشعب لئلا يعود حزب البعث من القبر وبصحبته صدام .
جعلت العراقيين يكره القراءة كما أكرهها أنا فلا يطــّلع على هموم بلده ولا يتحمل سطرين أو ثلاثة من مقال جيد تتفتح به مداركه، وظن أن مواقع التواصل الاجتماعي هي مصدر المعرفة الوثيق؛ فإذا هي الوثاق.
أضعفت ذاكرتهم فهم يحتفظون بجرائمي فسادي عدة دقائق ثم تسقط مع هموم البؤس ولقمة العيش والخوف.
التغير2003 بعد وهي أول وأشرف وأطهر لحظات التاريخ في مئة عام، أي منذ سيطرة البعث ، أقنعتُ الشعب بدعم إعلامي كاذب أنها نكسة وهزيمة لأنها أطاحت بصدام !
سيطرة على القضاء وأصبح القضاء الفاسد بأن يغض الطرف عن آلاف من جرائم الفساد وفعلت مثلما فعل السياسيين قبلي فيما يتعلق بالأموال الفساد ،مباركيـــًـا، من الشعب، فلم يتحصل العراقيين على دنيار واحد بعد أعوام من النهب، فالقضاء العراقي جزء من الفساد العفن!
قمت بتحويل العراق إلى جمهورية فساد ، وطالت قائمة الفاسدين حتى الذين يؤشرون بـ(لايك) في كل مواقع التواصل الاجتماعي معترضين على جهالاتي وجرائمي وتجاوزاتي واحتقاري لهم!.
سؤالي، يا مرآتي القبيحة والمقعرة، ماذا أفعل مع العراقيين حتى أستثير فيهم النخوة والشهامة والوطنية والحب العراقي الخالد؟
لم يفهموا بعد سنوات من حُكمنا أني اكرهم، وأنحاز لدول متعدده التي تساعدنا في الحرب تصفير الموازنة ، وأنني قزم أمام هذه الدول التي تقوم بالحماية لمصحالنا .
لم تردّ المرآة وانكمشت، وتهشمت، ولم يعد سياسي يرىَ إلا نفسه وأقفية شعبه وأدبار مؤيديه ويسمع صرخات الموجوعين، ويحتفل بطاعة العبيد !
https://telegram.me/buratha