علي الطويل
منذ اربع سنوات ونظام ال سعود وال نهيان يسوقون للعالم حرصهم على الشرعية التي يزعمون ان الحوثيين قد سلبوها من اليمن ، وتحت هذه اليافطة ذات العنوان البراق اقدم ال سعود وابناء زايد على ارتكاب اكبر خطيئة بحق الشعب اليمني الصابر ، اذ قتلوا الاطفال والنساء ودمروا البنية التحتية لليمن عبر قصفهم لمطات الكهرباء ومحطات تصفية المياه والمستشفيات ومزقوا الشعب اليمني وجوعوه بحصارهم الظالم ، ولاربع سنوات مضت صرفوا من الاموال والجهود مايشبع كل جائع في الشرق الاوسط والبلاد العربية باجمعها كل ذلك لاجل الشرعية المزعومة .
لكن ال سعود وحلفائهم بتفكيرهم المحدود وسياستهم التي تحكمها الطائفية والتحجر ، قد وضعوا ارجلهم في المكان الخطأ وما شعروا بذلك حتى اذلهم الحوثي بصبره ومطاولته ومقاومته الشرسه عندها فقط انتبه ال سعود على الورطة التي اوقعوا انفسهم فيها والمأزق الحقيقي الذي وقعوا فيه ، وقد اثبت الحوثيون وابناء اليمن الاصلاء اخلاصهم لوطنهم واصرارهم على الحق والاستماته في سبيل الحاق الهزيمة بالعدوان السعودي وحلفائه واثبتوا جدارتهم عسكريا وبراعتهم سياسيا في ادارة ملف اليمن ، حتى اوصلوا المعتدين الى نقطة حرجة راحوا بعدها يلجأون الى اساليب خبيثة للتخلص من ورطتهم، ومن هذه الملفات هو ايجاد كانتونات يمنية ومناطق نفوذ يتقاسمها العملاء فيما بينهم والقتال بالنيابة عن اسيادهم ، واخر ماحصل هو القتال الدائر في عدن ، فالمجلس الانتقالي ( ونتحدث هنا باللهجة السعودية) يقاتل الشرعية في عدن ، والشرعية مدعومة سعوديا والمجلس الانتقالي مدعوم امارتيا ، والسعودية والامارات متحالفتان في قتال الحوثيين لنصرة الشرعية ، فمن يحل هذا اللغز ياترى ؟
لقد كشف هذا القتال كذب ال سعود في شعارهم في الدفاع عن الشرعية ، فهاهي الشرعية التي يزعمون كادت ان تسحقها حوافر خيل الانتقالي ، فاين دفاعكم عنها ولماذا لايكون ردكم بمقدار ردكم على الحوثيين ، ان الشرعية التي يتحثون عنها ماهي الا عنوان كبير ارادوه مدخلا لتنفيذ مأربهم واحلامهم في تمزيق اليمن وتدميره ليس الا.
ان احداث جنوب اليمن االاخيرة والقتال الدائر في عدن وماحولها وبعض المناطق الاخرى ماهو الا اسلوب جديد وطريقة مبتكرة لتمزيق اليمن والدلائل تشير انه لن يكون الاخير بل سيكون هناك قتال وصراع جديد بمسميات اخرى والهدف من كل ذلك مايلي :
1.الايغال في تمزيق اليمن عبر ايجاد جماعات وخلق كانتونات مختلفة ستكون دائمة التصارع وابقاء اليمن ضعيفا طمعا في تمرير مخططاتهم وخبائثهم
2.العجز الذي وصلت اليه السعودية وحلفائها في الحاق الهزيمة بالحوثيين ، جعلهم يفكرون جديا بالتراجع وبالتالي سيكون اليمن قويا لذلك لابد من ايجاد جماعات تقاتل بالنيابة عن تحالف العدوان وابقاء اليمن في دوامة من العنف والقتال
3.وصل السعوديون هم وحلفائهم الى قناعة تامة بان الحرب ستغرقهم بالوحل خاصة بعد مظاهر الاقتدار التي اظهرها الحوثيين كالطائرات المسيرة والصواريخ ،لذلك لابد من سبيل للحل السلمي للحفاظ على ماء وجوههم وهذا الحل بالتاكيد سيكون لصالح اليمنيين لذلك ارادوا تعقيد هذا الملف وادخال المفاوضات؛ اذا ماحصلت مستقبلا؛ في تفاصيل تبعدها عن القضايا الاساسية التي يريدها اليمنيين .
4. خلق ادوات تغني ال سعود وحلفائهم عن القتال المباشر وجعلهم يديرون الخيوط من بعيد كما يحصل في ليبيا الان ، لاشغال اليمن بشكل دائم لكي لاينهض من كبوته ويعيد وحدته
ان ال سعود يعتقدون ان يمنا موحدا وقويا يهدد ملكهم ويثير لديهم العقد الدفينه ، ان تاريخ ال سعود في الحكم وحداثة تاسيس المملكة مقابل عراقة وتاريخ اليمن الغني بالحضارة والعزة ، شكل هاجس دائم لهذه المملكة ، وتنقل لنا اخبار التاريخ عن عبد العزيز ال سعود عندما جمع افراد عائلته وحذرهم من عز اليمن اذ قال لهم ( ان عز اليمن يعني افتقاركم ، وعزكم في افتقار اليمن ) ، ويبدوا ان هذا صار شعارا لكل ابناء عبد العزيز في تعاملهم مع اليمن وقد حكمت هذه الوصية سلوك اغلب حكام السعودية منذ ذلك التاريخ ، وهي عقدة نفسية ليس لها حل الا بشعورهم بالعجز امام تحقيق هذه الاحلام ،
https://telegram.me/buratha