المقالات

حاجة الدولة الى شهادة حسن السير والسلوك..!

2006 2019-08-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ربما يتذكر كثير من الذين تجاوزت أعمارهم؛ الستين أو السبعين عاما، أنه كان على المتقدمين للإشغال الوظائف العامة، او الإنخراط في الكليات العسكرية، أو الحصول على مقعد في الجامعات والمعاهد العالية، أن يجلبوا شهادة حسن السير والسلوك، لتكون من ضمن ملف التقديم.

لقد كا الحصول على هذه الشهادة صعبا، فقد كان يتعين أن يذهب طالبها؛ الى كاتب العرائض قرب مركز الشرطة، حيث يحتفظ هذا الـ"عرضحالجي" بنسخة منها، يكتب لطالب الشهادة مثيلا لها بقلم الـ"قوبيا"، الذي شبه قلم الرصاص ولكنه ليس قابلا للإمحاء، ثم يذهب الى مختار محلته او قريته، لـ "يمهرها بمهره"، بعد ان يمهر عليها إثنان من "الختيارية"، الذين يجب أن يعرفونه بشكل مؤكد.

 يذهب بعدها الى "مأمور" مركز الشرطة، الذي يسأل صاحب الطلب بضعة أسئلة يؤيدها بختمه وتوقيعه، ثم يرسل الإستشهاد الى مديرية شرطة الأدلة الجنائية، لتؤخذ بصمات صاحب الطلب لأصابعه العشرة، ويتم التحقق من سجله الجنائي، ليعطى بعد ذلك شهادة "عدم المحكومية"، التي تعني أن صاحب الطلب ليس لديه سجل جنائي، وترفق بهذه الشهادة، شهادة حسن السير والسلوك، ليصبح الشخص المعني لائقا إجتماعيا، لإشغال المنصب أو القبول بالجامعة أو المعهد!

مثلما ترون فإن التشدد الأخلاقي، إزاء طالبي إشغال الوظائف والمناصب العامة، مرافقا للتشدد العلمي، وفي معظم الأحوال يقف عائقا أمام الحصول على المناصب، وكانت المحصلة أنه يسير بشكل مواز للخبرات والمهارات والقدرات الفنية الخاصىة.

كانت هذه الشهادات تعني؛ الرجوع إلى سوابق الأشخاص وماضيهم، كوسيلة لإستكشاف مستقبلهم، وما يمكن أن يرد منهم حينما يكلفون بالمواقع الوظيفية العامة، وذلك لضمان سلامة المجتمع، ولأن الذين يشغلون المناصب يمثلون الشعب، ولذلك فإنه يتعين الاعتناء بهم أكثر، ليخرجوا وهم أكثر حصافةً وحصانةً.

لم يكن يسيرا الحصول على شهادة حسن السير والسلوك، لذلك فإن من يحصل عليها كان يَعُدث نفسه قد حصل على شهادة جامعية حقيقية..

قد يحدث تلاعب في الشهادات العلمية، ويحدث تزوير في شهادات الخبرة، ويدفع كثيرون لكثيرين رشاوى؛ لإشغال معظم الوظائف والمناصب الرفيعة، أو يتم عبر الوساطة والولاء الحزبي أو الشخصي، لكن شهادة "حسن السير والسلوك"، كانت هي الشهادة الوحيدة التي أحتفظت بمكانتها، وكانت وحدها التي لا يحدث فيها غش أو تلاعب.

كلام قبل السلام: لقد أختفت هذه الشهادات المهمة من واقعنا الراهن، ليس لعدم أهميتها، بل لأن الحصول عليها بات سهلا، وأيسر من شربة ماء، ولأن الدولة لم تعد بحاجة الى إشتراطات أخلاقية، بسبب  أن معظم قيادات الدولة بلا أخلاق!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك