المقالات

هديتي لكم بالعيد..النخر ..و دفان القبر..

1966 2019-08-12

أ.د.ضياء واجد المهندس   كان حديث خبيرة الاستراتيجية العسكرية الاوربية هادئا" و ناضجا"، و هي من اصول عربية مغاربية ، و تدعي ان السيدات افضل وزيرات للدفاع ، في قارة اكثر وزراء دفاع من النساء فيها .. سالتني عن بوادر الجيل الخامس ؟!!، اجبتها ان في العراق لازلنا في الجيل الرابع ، و ان العراقيين يدفعون اعلى اجور للمكالمات ، و باسوء خدمات انترنت ..ضحكت بعمق ، و بضحكة نسوية متقطعة ،تكاد تكون طقطوقة موسيقية ، قالت : اسالك عن الجيل الخامس للحرب ؟؟؟!!!، قلت لها ضاحكا" : لنعد الى الجيل الرابع ، و نتذاكر ..!!!! قالت : في الجيل الرابع ، الاقوياء المستعمرون يزرعون حكومات فاسدة ، ديقراطية او ليبرالية ، علمانية كانت او دينية ، ذات نزعة عسكرية او مدنية ، و يخلقون بيئة لدولة مترهلة ينعدم فيها النمو الاقتصادي و مواكبة الامم في تقدمها ،و يدفعو الشعب الى الاستكانة و الخضوع ، يعيش الازمات و يبحث عن فرص العيش في ظل نقص خدمات التعليم و الصحة و الاسكان و الطرق و الرعاية الاجتماعية ، وتدمير الشباب و الكفاءات و تهجير العلماء و الخبراء . هذه المرحلة الاولى التي تدفع الى المرحلة الخطرة وهي : غياب الوعي بالوطنية و القبول بالعمالة الاجنبي و خدمة مصالحه ، و الابتعاد عن القيم و الاخلاق و المقدسات و العرف و العائلة ، مع شيوع البطالة و تزايد الجريمة و الاباحية و المثلية الجنسية ، و انتشار المخدرات زراعة و صناعة و تجارة ، ترويجا و تعاطيا و ترغيبا" ..في هذه المرحلة تنشىء مافيات للمخدرات والقمار و تجارة البشر و تجارة الاعضاء البشرية و تجارة الاثار و تجارة الاعراض و الدعارة و الرياضات المنحرفة . وهذه المافيات متغلغة في المجتمع و الدولة ، تتسيد الحكومة ، و تتمتع بعلاقات و ارتباطات سياسية و اقتصادية و مالية مع المستعمرين الاقوياء و مخابرات الدول الاجنبية و شبكات التجسس ، و تمتد في تاثيرها ليصل اختيار الحكومة ، و فريق الدولة الامني والعسكري و الملاك الدبلوماسي .. تشمل المرحلة الثالثة : الدعوة الى المستعمر للدخول في البلاد والسيطرة على مقدراته و التحكم في استقلاليته ،و توفير فرص للحياة و العمل و البقاء ، بعد ان تنهار كل مقومات المجتمع و الدولة ، فلا تبقى للاسرة و شائج و لا للمجتمع قيم ، و تسود المشاعية الجنسية و الاجتماعية ، و تنحصر التجارة و الصيرفة و المال والسلاح بيد شبكة مافيات و عصابات مسلحة ولائها للمستعمر .. قلت لها : هذا ما يسميه الخبراء الامريكيين ب استراتيجية ( التاكل الذاتي و الانهيار البطيء)، لان الانهيار السريع قد يبقي للمجتمع بعض القيم ، و للمدن بعض البنى التحتية و مقومات الاعمار ، و للانسان بعض الاصرار و الهمة في العودة للبناء و الحفاظ على مقوماته الحضارية و وجوده الانساني ..ان الجيل الرابع هو نسخة من استراتيجية ( النخر ) و ( النقر ) ، فالنمل الابيض ( الارضة) اسقط القلاع و القصور الخشبية العملاقة بفعل نخره المحتوى ، و سحلية نقار الخشب ، هدت (سد مأرب )اليمني التاريخي الشهير ... قلت : هناك دفان يحفر القبور في النجف اسمه ( خضر ) ، اتصل قبل ٧ سنوات بصديق ( ابو يسر ) ، مبلغا" اياه بان قبر ابيه قد تهدم بفعل ( شفلات) البلدية التي تقوم بتوسيع شارع المقبرة ، ذهب ( ابو يسر ) الى الدفان واعطاه نصف مليون دينار، ليبني القبر و يرعاه ،و راه في عيد الاضحى ..بعدها بسنة ،اتصل الدفان ليبلغ ( ابو يسر ) ان قبر ابيه تهدم بسبب الامطار الغزيرة و تجمع المياه لكونه في منطقة منخفضة ..ذهب صاحبي و اعطى الدفان نصف مليون دينار ليبني القبر و يعمره و يرعاه .. بعدها بسنة، اتصل الدفان بصاحبي و ابلغه بان ( ابو تكتك ) دمر القبر لان القبر على الشارع .ذهب صاحبي واعطى الدفان نصف مليون دينار ، متذمرا، و قائلا للدفان ( راح اصرف لك مخصصات اعادة اعمار قبر ابي سنويا" ، لاني كل سنة ادفع لك نصف مليون دينار ، و هذه اخر مبلغ ادفعه لك ).هذه السنة اتصل الدفان بصاحبي ،و بادر صاحبي بالقول الى الدفان : حچي خضر ، هل انا الوحيد الذي دفن ابوه و ابتلى ب قبره ، شنو هو ميت لو مكفخة للشفل و التكتك و المجاري و الحرامية و ، قاطعه الدفان : عيني ابو يسر ، اسمعني ..قبل سبع سنوات ، جابو ميت ليس له اهل ، تبرعت الناس بدفنه ، و دفناه بجنب ابوك ، و من فلش الشفل بعض القبور ، المرمرة المكتوب عليها اسم ابوك ، وضع نصفها المكسور احد الدفانين بقبر الميت الفقير ، و انا ظنيت انه قبر ابوك ، و احنه من سبع سنين نعمر بقبر ( الميت الفقير ) ، و قبر ابوك مهدم .. قلت : الجيل الخامس ، هو دفان القبور ، يجد كل الوسائل لابتزازك . الحرب بين امريكا و ايران ، هي في الحقيقة حرب على دول الخليج العربي و العراق و العرب ، فنحن نهتف ضد امريكا و بعضنا يهتف ضد ايران ، و الحقيقة نحن من ندفع لغيرنا ، و نعمر لغيرنا ، في الجيل الخامس الحرب وهمية اعلامية استعراضية، بين قوتين تشتركان في الحصول على الغنيمة من الحماية و السوق و النفوذ من طرف ثالث مندفع و متحمس لتشجيع احد اطراف النزاع..ودعتها و هي تضحك ضحكة نسوية رقيقة .. لنا و للعراق رب لاتاخذه سنة و لانوم . رب رحيم ، عظيم ، حي قيوم ...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك