زيد الحسن
المرجعية الدينية هي امتداد للإمامة والتي بدورها تشكل الامتداد الطبيعي للنبوة في مختلف الابعاد و بالاخص البعد العقائدي والسياسي ، وهذا الامتداد هو المانح الحقيقي للحنو الكبير الذي نلمسه من قبلها كلما عصف بنا الزمن ومرت علينا المحن ، فهي تلك الالطاف السديدة الرأي والمشورة لمن اتخذها له عنوان وركيزة .
اسمع كثيراً من البعض لم السكوت من قبل المرجعية على الفساد والمفسدين وكأن المعترض يعيش في كوكب اخر ولم يسمع صوتها الذي بح في كل خطبة من خطب الجمعة وهو يصدح باصبع الاشارة الى الخلل و وضع الحلول الناجعة دون ان تلتزم الحكومة والاحزاب وحتى الناس بهذه المشورة وهذا النصح .
خطبة الجمعة لهذا اليوم فيها اشارات كثيرة و مدلولات يجب علينا الوقوف عندها ، هل المرجعية اليوم تريد منا كشعب ان نصنع الحل ؟ ام ان المرجعية اختلط عليها الامر وما عادت تعرف من بيده مفاتيح الحلول السياسية ، لقد كانت كلمات السيد ممثل المرجعية اطلاقات نارية باتجاه الخلل وصوب ابواب الفساد والفاسدين ، لم يتسع وقت الخطبة للاستشهاد بامثلة كثيرة وذكر السيد ممثل المرجعية مثال عن ذاك الشاب الذي اكمل مسيرته الدراسية وعلق شهادته على جدران بيته المشروخه واصبح يجلس القرفصاء بانتظار ان يبيع الماء في تقاطعات الطرق .
من الواضح جداً على نبرة الخطاب ان الحديث كله متوجه باتجاه الخيرين من ابناء هذا البلد ، وان زمام الامور قد رمتها المرجعية الرشيدة في ساحتهم ، وانها اعلنت ان جميع الاحزاب والكتل السياسية هم ( الاشرار ) اللذين علينا ان نحاربهم ، بدليل ان بداية الخطبة كان عن وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقد قالت بوضوح تام ان المتسببين بهذا الوضع هم الاشرار و ان على الاخيار الوقوف بوجههم من باب النهي عن المنكر ، ولانها قد امرتهم بالمعروف منذ سته عشر سنه ولم ينجذبوا اليه .
المرجعية الموقرة تعلم من المسؤول وتعرف اسباب الفساد كلها ويصلها كل ما يجري اولاً باول ومقولة ( لم علينا ان نصبر ) فيها مفتاح كل شيء لمن فهم مغزاها ، فهي تستغرب من صبرنا وتسأل لم سكوتنا لم لا نزلزل الارض تحت اقدامهم ، هل ننتظر ان تقول لنا انكم شعب بائس شعب لا يعرف ان يختار مصيره .
من المسؤول ؛ سؤال هذا من مرجعيتنا ام انه توعية لنا واخبار ان المسؤول عن هتك حياتنا و قتلنا واضح وعلينا القصاص منه ، بالطبع هم الطبقة السياسية و احزابها و تكتلاتها البغيضة فهم المسؤول الاول والاخير على ما آل اليه مصير العراق من خراب و دمار .
اذن هي دعوة الى الجهاد وان لم تكن صريحة او بالاحرى هي كلمة تشخيص وحث الى الانتفاضة ضد رموز الفساد والمفسدين وعلينا استغلالها الان قبل الغد .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha