حسين فرحان
الفكر البعثي ما يزال يشكل خطرا ويجب عدم الإنصات الى اللغة الواثقة لدى البعض والتي تؤمن بأنه قد أصبح من الماضي، بل يجب التعامل معه كخطر حقيقي كما فعلت المانيا والنمسا، فبعد مرور 70 عاما على سقوط النازية لكنها ماتزال محظورة فيهما، ويترتب على الترويج لها عقوبات صارمة .
نحن نسمع أن البعث قد تم حظره في العراق لكننا لم نر تحركا جادا في التصدي لمن يحاول الترويج له مجددا وما أكثر من يحنون ويأنون لفقده، لأنه ربما سيعود باسم جديد كما حاولت النازية العودة حين ظهرت بأسم حركة تدعى (النازيون الجد ) وتم حظرها هي الأخرى بعد التحرك الجاد من قبل الجهات المعنية .
فلو كانت النازية قد انتهت بانتحار زعيمها هتلر لما تم حظرها لغاية اليوم ، كذلك يجب التعامل مع البعث وعدم الاطمئنان لأن صنمه قد أسقط وقبر فأن الشيطان قد باض وفرخ وعشش وأعد عدته لينتهز غفلة الغافلين.
ورغم قناعتنا .. بأن آلة الجريمة لن تحكم مرة أخرى، وأن رؤوس دعاة البعث الجديد قد سحقتها بساطيل الحشد المقدس مع رؤوس الدواعش، ورغم أننا ننظر بعين السخرية لمحاولات الترويج في التعليقات البعثية السخيفة التي يملأون بها مواقع التواصل والتي تشبه محاضر اجتماعات الفرقة الحزبية لكن ينبغي المراقبة والحذر من أن البذرة الخبيثة قد تجد لها أرضا مناسبة تكون على شاكلتها فتنبت لتثمر ثلة جديدة من الشياطين!
ولا لوم عليهم فإن من قضى عمره في عبادة الوثن وكتابة التقارير واستلام الأنواط والأوسمة بل كانت حياته مرتبطة بحياة العهر العفلقي قد أشرب حبه وتغذى بفكر منهاجه المشؤوم (في سبيل البعث) الذي قدمه الطغاة على كتاب الله فاستعبدوا به شعبا ذاق منهم مرارة العيش والجوع والقتل والتشريد والحروب والحصار والمقابر الجماعية وقطع الأذان وأحواض التيزاب وفرم الاجساد والقاءها في الانهار، لن يتورع عن العودة بعناوين جديدة.
فهم - أي الدعاة الجدد - أخبث ثمرة لأقذر شجرة قطعت أياديهم وبقيت ألسنتهم تثرثر من وراء الموبايلات غايتهم أن يثأروا لقائد الجحر الذي كان يوما ما ضرورة من ضرورات بقائهم، لكن هيهات أن يرجع ذلك الزمن الأغبر وقد علت رايات الحسين ورايات أبي الفضل عليهما السلام ليلتف حولها ابناء العراق البررة بالملايين.
وبإشارة واحدة من المرجع المفدى الذي أسكن عشاق البعث مع الدواعش الجحور وملأت أسوده البوادي بجيفهم، فهم أبناء الفكر العفن الذي ضاهى النازية جرما، ومازالوا يحسبون اليوم أن هذا الشعب قد نسي جرائم طاغيتهم فصاروا يتكلون على من لم يبلغ الحلم وعلى من تبقى منهم في الترويج من جديد لذلك المنهج العفلقي المشؤوم في منشورات خبيثة تظهر القائد الضرورة ! بصورة الفقيد الشهيد الذي كان سرا من أسرار وجود الحياة على هذا الكوكب!
ومازلنا نرى ضرورة حظر كل ما يصدر عنهم من إعلام خبيث فبئس ما قدموا وبئس ما أخروا ، ولهم الخزي والعار وقد نالوا وحزبهم البائس المنحل المنقرض الحظر في قلوب الشرفاء قبل حظر القوانين .
https://telegram.me/buratha