المقالات

والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها..!


عبد الحسين الظالمي

 

كانت الشعوب وما تزال تبحث عن احتاجاتها المتنوعة والمختلفة، ولا يمكن لشعب او فرد او مجموعة ان تكتفي تماما عما في يد الاخر ولذلك لجأ الانسان قديما الى تبادل الاشياء فيما بينهم وفق مقايس خاصة بكل زمان.

مع تطور الانسان وتنوع الحاجات وتعددها اضطر الانسان الى ان يضع لكل حاجة قيمة معينة وفق قيم ذلك الزمان ولصعوبة هذه الطريقة تطور التبادل الى التبادل وفق اثمن الموجودات التي يصعب الحصول عليها لتكون قيمة للحاجات فكتشف الفضة ثم الذهب.

هكذا وجود الانسان وسيلة لتبادل الحاجات وفق قيم متداولة من فضة وذهب ، ثم تطور الحاجة لذلك فسك الذهب والفضة كعملة متداولة بين الناس تعطي درهم ذهب لتاخذ مقابل حاجة اتفق على ان تكون قيمتها درهم بين البائع والمشتري وعلى ضوء العرض والطلب ثم تطور الحال الى ان سكت العملات وتنوعة بمختلف الاشكال والانواع وستحدثت مصارف وبنوك لحماية ومداولة هذه العملة .

العملة نقد اعتباري له علاقة بقيم الاشياء والحاجات وتداولها لسد حاجة الناس لذلك اصبح كنزها محرم وفق الاية القرانية الكريمة ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها ......في سبيل الله .... يوم تكوى بها جباههم ).

 مالذي جعل هذه الشدة في الاية لمن يكنز الذهب والفضة؟ . باعتبارهما عملة ذات قيمة لها علاقة بحركة الاقتصاد وتبادل الحاجات ، اذا الكنز يعرقل حركة السوق لان فقدان العملة من خلال كنزها وعدم تدويرها يودي الى ركود وغلاء فيمنع الناس من تبادل الحاجات الظرورية للحياة لذلك اسست المصارف والبنوك لتدوير واستثمار هذا النقد (العملة) وعدم كنزه سواء في البيوت او قاصات المصارف.

في نفس الوقت الذي حرم الاسلام الكنز وامر بالانفاق المعتدل كذلك حرم استغلال تدوير المال وفرض الربا الذي يجهد المحتاج وجعلة عرضة لابتزاز نتيجة حاجتة فتفرض عليه فائدة مشروطة يضطر للموافقة نتيجة الحاجة وقد عد الاسلام الربا من الكبائر فمثلما حرم الكنز حرم الربا ولا ستغلال ووقف الى جانب المدين المعسر وحتى لايكون دول بيد الحكام .

 

مهمة المصارف ...

هي المحافظة على قيمة العملة وضبط حركاتها بين العرض والطلب وتدويرها واستثمارها بالشكل الذي يحرك عجلة اقتصاد البلد ويحمية من ظاهرة الركود والتضخم باعتبار ان هذه العملة هي عملة وطنية لها علاقة بحياة كل الناس من يملكها بيده او من لا يملكها ، فمن الناس من يملك النقد ومنهم من يملك حاجة او يملك قوة او جهد او و سيلة ، لذلك العملة قد تكو ن اليوم بيدك وغدا بيدي ، من هنا جاءت المصارف والبنوك لتسهيل مهمة استثمار النقد وتسهيل التعامل به وتسهيل مهمة تداولة وفتح فرص لاستثمار الامثل له ولم تكن فكرة البنك او المصرف هي قاصة او مخزن لخزن المال .

فالدول الناجحة في هذا المجال هي من تخلق فرصة وتسهيلات لتداول حركة استثمار الناس للمال وزج الطاقات في ساحات الانتاج والعمل وهذا هو احد سبل دعم القطاع الخاص ليخفف العبىء عن الحكومة في مجال التوظيف والعمل.

 من هنا جاءت فكرة السلف او القروض وهي تعني اعطاء المال مقابل فائدة محدده او نسبة ( وهذا ايضا ربا ) .

الهدف من ذلك ليس الفائدة بمقدار ما هو تدوير واستثمار للمال وزجه في السوق بشكل يوازن الدورة الاقتصادية ويحافظ على التوازن بين النمو والركود والتضخم ، لذلك كتب المفكر الاسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر كتابة المشهور (البنك اللاربوي ) لحل هذه الاشكالية بين استثمار المال والفوائد المترتبة على ذلك وقد افرد المراجع ابواب لهذا الموضوع في رسالتهم العملية من اراد المزيد فل يراجع الكتاب اعلاه .

وقد حلت الجمهورية الاسلامية الايرانية وهي الرائدة في كثرة المصارف والبنوك ويكاد لا يخلو شارع من مصرف او بنك تخصصي حلت هذه المشكلة من خلال اعطاء هدية مناسبة لقيمة فائدة الايداع وفرضت نسبة فوائد لا تعطى على شكل نقد حتى تتخلص من قضية ( الجنسية في الفائدة من نفس المال ) .

 

المصارف العراقية .

رغم ان دستور العراق النافذ والذي نص على عدم سن اي قانون يتعارض مع الدين الاسلامي ويعد ذلك القانون باطل ومنقوض ، رغم هذا القيد الواضح والصريح ترتكب المصارف الحكومية مخالفة مهنية ومخالفة شرعية ومخالفة دستورية .

اما الدستورية فقد ورد ذكرها . واما المهنية فهي بهذه الفوائد الكبيرة تكبد المقترض نسبة خسارة محتملة وكبيرة وثانيا تؤدي الى العزوف عن الاقتراض او التهرب من التسديد المكلف نتيجة ارتفاع المبلغ من ٢٥ مليون الى ٣٨ مليون يعني بنسبة فائدة تصل الى اكثر ٤٥ بالمئة ومصرف الرافدين يسلك نفس السلوك فالقرض ٥ مليون يصبح ٧٥٠٠ مليون يعني بنسبة ٥٠٪؜ فاي مهنية هذه واي شرع يتبعون هولاء واي دستور يحكمهم

والغريب بالموضوع ان اي خدمات لا توجد في المصارف تليق بالمراجع ولا نرى مشروع استثماري معلقة عليه قطعة تشير الى بنك او مصرف حكومي يستثمر هنا ، هذة ثروه وطنية الكل شركاء فيها فاين الحكومة من هذا الاستبداد ؟ واذا كنا على خطا اما يوجب على الجهات ذات العلاقة توضيح ما خفية عنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك