المقالات

نصف كأس افضل من فارغة..!


عبد الحسين الظالمي

 

مشكلتنا نحن العراقيون مزمنة موروثة من زمن بعيد اننا لا نرضى بشىء ابدا ولانرى الا انفسنا وكثير منا لديه نزعة لا يقتنع بعمل الا بيده وتحت اوامره وكان الحالة العشائرية البدوية متاصلة في اعماقنا والغريب في الامر اننا بلد حضارة عمرها سبعة الف سنة لم تترك اثارها علينا كما تركت الحالة البدوية اثارها .

مزاجنا متقلب ونريد للامور ان تكون مطابقة مليون بالمئة لرغباتنا وتوجهتنا لذلك ترانا نخرج لا عنب ولا سلة، ودائما احاكمنا جاهزة وبدون مقدمات ولا نعطي للزمن حكمه ولا نطالب المتكلم بالدليل رغم اننا اتباع مدرسة (نميل مع الدليل حيث يميل) فمجرد ان تطرح فكرة يدلوا الكل بنقدها بدون ان يكلف نفسه السؤال عن مدى صدقها من كذبها .

نريد كل شىء مثالي ونغرق بالتنظير رغم اننا نقبل بالقليل ، نغضب الى درجة تنتفخ اوداجنا ولكننا ننهار امام ابتسامة.. نتجادل في موضوع الصناعة ونخرج مختلفين على موضوع دوران الكرة الارضية .

لدرجة اننا ننسى الواقع وعندما يحاصرنا بقواعده وفروضه ترانا نذهب للتبرير والاغرب من ذلك اننا نذهب بعيدا باحلامنا ونتعامل بشكل وكان الدنيا يجب ان تفصل حوادثها على مزاجنا لذلك بقينا نفتقد الى ابسط الامور التي نراها عند غيرنا ، وكثير ما نثير امور لمجرد الاثارة دون تحديد الهدف .

المتتبع لاوضاعنا لايعرف ماذا نريد ؟ وبمن نقنع ومتى نقنع حتى يمكن ان نحصل على نصف من الكأس، ففي كل مره نعود من حافة النهر من دون قطرة ماء في كأسنا ، مكتفين بجلد انفسنا ونتحسر على غيرنا واصبحنا نتمنى اليوم الذي لا نسمع السباب والتسقيط والسجع والتنكيل بدون ان نضع ولو بيضة واحدة في سلة الوطن من كل ذلك .

دائما ترانا نحاول اضعاف القوي نكسر اجنحته واما الضعيف فنزيد في ضعفه! وذلك عكس مايقول العقل والمنطق والتجربة علينا ان نروض القوي ونستفاد من قوته وان نقوي الضعيف ونعمل على انجاحه فلا نقبل بالقوي الحازم ولا نعمل على مساعدة الضعيف لنبتعد عن حافة الانهيارعلى اقل تقدير .

مشكلتنا تكمن في اعادة بناء ذواتنا وكما قيل الشيطان يكمن في التفاصيل وبين جنبات الانا لذلك لا نجد في ادبيتنا الان نقدا موضوعي ولا فرصة لزرع الامل وكان الحياة بنا وتنتهي .( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل للاخرتك كانك تموت غدا).

الحياة اخذ وعطاء والخيرين كثر ولكنهم اغلبية صامتة غلبت على اجوائهم قرقعة الصفارين ، والخير موجود ولكن يحتاج الى من يبشر به ويسعى اليه ( فاذا خليت قلبت). لذلك نسال ونثير الهمة في كل جهد خير ونقول

متى نرى ذلك اليوم الذي تغلب عليه صفة الاعتدال والواقعية وتسود العراقين في تصرفاتهم ومواقفهم الموضوعية ؟ لنتمكن من الحصول على نصف الكأس ولا نسمع صدى قرقعة الكؤوس الفارغة من حكومة ونخب وشعب

يحاول بعضهم ان يصيب الاخر بمقتل ... وكلهم ركاب سفينة واحدة ...فأن غرقت غرق الكل .وعندها لا ينفع الندم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك