علي الطويل
منذ عام 2014 والى الان اتخذت الدوائر المرتبطة بالغرب طريقا جديدا بالتعامل مع كل مقدس عند العراقيين ، وقد يتسائل البعض لماذا 2014 وليس قبلها ؟ وهو سؤال مشروع ، اذ لا يمكن فصل الاحداث بعضها عن بعض ولايمكن كذلك التغاضي عما يحاك في الغرف المظلمة للعراق ، فالعراق الركيزة الاساسية في المشروع التغريبي والمشروع الاستعماري ، بل هو العمود الفقري في مشروع تغيير الشرق الاوسط الذي اعدته الدوائر الاستعمارية للمنطقة مع بداية القرن الواحد والعشرين .
العراق كذلك اللقمة الوحيدة التي وقفت في بلعوم الغربيين واصبحت عصية على الابتلاع رغم كل الامكانيات التي سخرت لذلك وكل المؤامرات والخطط التي اعدت والموال التي اغدقت ونثرت نثرا من اجل الوصول الى ربط العراق بالقطار الغربي الذي انجر الكثير من دول المنطقة مع عرباته وسار في سكته .
فما الذي يجري بالعراق وماهو السبب لكي يكون العراق عصيا على الغربيين ياترى؟
السبب وبكل بساطة ؛ انه الحسين عليه السلام.
نعم انه الحسين وانها الثقافة الحسينية ، وانها العقيدة الحسينية التي تابى الخنوع والاستسلام للظالمين ، وانها المنهل الذي يرتوي منه العراقيون عزة واباء وشجاعة ورفضا للباطل ، فكانت كربلاء محورا وعاصمة لهذه الشجاعة والعزة والاباء ، ومنها نطقت الفتاوى برفض الدستور الجاهز والمطالبة بدستور يكتبه العراقيون ويستفتون عليه ، والدعوة للانتخابات ورفض القوالب الجاهزة للحكم كما يحدث في بلاد العرب.
والاهم من كل ذلك انه من كربلاء نطقت فتوى الجهاد الكفائي التي حطمت وللابد مشروع الغربيين الكبير في تمزيق العراق تمهيدا لابتلاعه ، لذلك كان لزاما عليهم الانتقام لهزائمهم ورد الاعتبار لانفسهم بعد ان حطمتها عقيدة الحسين عليه السلام .
لقد اتخذت الدوائر الغربية ومنذ 2014 طريقة جديدة في التعاطي مع الواقع العراقي يتمثل بالغزو الثقافي التغريبي الذي يتطلب الحديث عنه وعن اساليبه وادواته وقتا طويلا لسنا الان بصدده ، ولكن مايهمنا الان هو كيف تم التعامل مع عقيدة الممانعة الحسينية في العراق بهذا السلاح الناعم الجديد؟
الجواب انه محاولة الاسائة والتشويه لكل مايرتبط بالحسين عليه السلام والعقيدة الحسينية ، وقد اتخذت هذه الحرب طرق متعددة ومحاور مختلفه منها الاسائة للعمامه والطعن بالمرجعية وتشوية سمعة الاحزاب الاسلامية وتشويه مراسم العزاء الحسيني والطعن فيها ودس من يشوهها من داخل هذا الجسد ، كما انهم ادخلوا طرق خبيثة في العمل في داخل المدن المقدسة عبر نشر الخمور والمخدرات والقمار ونشر الافكار المنحرفة ، وعملوا بكل ما اوتوا من قوة لنجاح اهدافهم في المدن المقدسة ، وكان للكثير من العراقيين السائرين في الفلك الغربي دورا واضحا في المساعدة لتحقيق هذه الاهداف.
لا يمكن فصل ماحدث في كربلاء عند افتتاح بطولة غرب اسيا عن هذا الحديث ، فادخال الرقص والغناء الى هذه المدينة المقدسة ظل عصيا عليهم طيلة هذه السنين ، ولكنهم اليوم ادخلوه تحت عنوان براق ومضمون جميل لايمكن لمن لايعرف اساليبهم الا ان يقبله برحابة صدر وقد يدافع عنه ويساهم في ترويجه باعتبار ان هكذا اعمال تجلب العزة والفخر للوطن ، ولكن غاب عن ذهنه الهدف الاساسي من هكذا مبادرات ، واكاد اجزم ان بعض واقول (بعض ) من ساهم وروج لهكذا افعال في المدينة المقدسة هم من ضحايا هذه الحرب الناعمة التي تشنها الدائر الغربية ضد العراق ،
ان الحكومة المركزية وحكومة كربلاء الحلية مطالبة اليوم برد الاعتبار لقدسية هذه المدينة ومسائلة كل من كان له دور في هذه القضية ،وقبل الختام نسجل استغرابنا ان الجميع بدا يرفض ويستنكر ماحدث بعد انتهائه وكأن هذا الجميع كان في غيبوبة او ان الامر حدث فجأة ولكنه بالفعل المباغتة التي تعد من اساليب الهجوم بالحرب الناعمة وتصبحون وتمسون على هدف اخر لهده الحرب اذا لم نحصن مواقعنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha