المقالات

لماذا اختيرت كربلاء لمهرجان الافتتاح؟!

1701 2019-08-02

علي الطويل

 

منذ عام 2014 والى الان اتخذت الدوائر المرتبطة بالغرب طريقا جديدا بالتعامل مع كل مقدس عند العراقيين ، وقد يتسائل البعض لماذا 2014 وليس قبلها ؟ وهو سؤال مشروع ، اذ لا يمكن فصل الاحداث بعضها عن بعض ولايمكن كذلك التغاضي عما يحاك في الغرف المظلمة للعراق ، فالعراق الركيزة الاساسية في المشروع التغريبي والمشروع الاستعماري ، بل هو العمود الفقري في مشروع تغيير الشرق الاوسط الذي اعدته الدوائر الاستعمارية للمنطقة مع بداية القرن الواحد والعشرين .

العراق كذلك اللقمة الوحيدة التي وقفت في بلعوم الغربيين واصبحت عصية على الابتلاع رغم كل الامكانيات التي سخرت لذلك وكل المؤامرات والخطط التي اعدت والموال التي اغدقت ونثرت نثرا من اجل الوصول الى ربط العراق بالقطار الغربي الذي انجر الكثير من دول المنطقة مع عرباته وسار في سكته .

 فما الذي يجري بالعراق وماهو السبب لكي يكون العراق عصيا على الغربيين ياترى؟

السبب وبكل بساطة ؛ انه الحسين عليه السلام.

 نعم انه الحسين وانها الثقافة الحسينية ، وانها العقيدة الحسينية التي تابى الخنوع والاستسلام للظالمين ، وانها المنهل الذي يرتوي منه العراقيون عزة واباء وشجاعة ورفضا للباطل ، فكانت كربلاء محورا وعاصمة لهذه الشجاعة والعزة والاباء ، ومنها نطقت الفتاوى برفض الدستور الجاهز والمطالبة بدستور يكتبه العراقيون ويستفتون عليه ، والدعوة للانتخابات ورفض القوالب الجاهزة للحكم كما يحدث في بلاد العرب.

 والاهم من كل ذلك انه من كربلاء نطقت فتوى الجهاد الكفائي التي حطمت وللابد مشروع الغربيين الكبير في تمزيق العراق تمهيدا لابتلاعه ، لذلك كان لزاما عليهم الانتقام لهزائمهم ورد الاعتبار لانفسهم بعد ان حطمتها عقيدة الحسين عليه السلام .

لقد اتخذت الدوائر الغربية ومنذ 2014 طريقة جديدة في التعاطي مع الواقع العراقي يتمثل بالغزو الثقافي التغريبي الذي يتطلب الحديث عنه وعن اساليبه وادواته وقتا طويلا لسنا الان بصدده ، ولكن مايهمنا الان هو كيف تم التعامل مع عقيدة الممانعة الحسينية في العراق بهذا السلاح الناعم الجديد؟

الجواب انه محاولة الاسائة والتشويه لكل مايرتبط بالحسين عليه السلام والعقيدة الحسينية ، وقد اتخذت هذه الحرب طرق متعددة ومحاور مختلفه منها الاسائة للعمامه والطعن بالمرجعية وتشوية سمعة الاحزاب الاسلامية وتشويه مراسم العزاء الحسيني والطعن فيها ودس من يشوهها من داخل هذا الجسد ، كما انهم ادخلوا طرق خبيثة في العمل في داخل المدن المقدسة عبر نشر الخمور والمخدرات والقمار ونشر الافكار المنحرفة ، وعملوا بكل ما اوتوا من قوة لنجاح اهدافهم في المدن المقدسة ، وكان للكثير من العراقيين السائرين في الفلك الغربي دورا واضحا في المساعدة لتحقيق هذه الاهداف.

لا يمكن فصل ماحدث في كربلاء عند افتتاح بطولة غرب اسيا عن هذا الحديث ، فادخال الرقص والغناء الى هذه المدينة المقدسة ظل عصيا عليهم طيلة هذه السنين ، ولكنهم اليوم ادخلوه تحت عنوان براق ومضمون جميل لايمكن لمن لايعرف اساليبهم الا ان يقبله برحابة صدر وقد يدافع عنه ويساهم في ترويجه باعتبار ان هكذا اعمال تجلب العزة والفخر للوطن ، ولكن غاب عن ذهنه الهدف الاساسي من هكذا مبادرات ، واكاد اجزم ان بعض واقول (بعض ) من ساهم وروج لهكذا افعال في المدينة المقدسة هم من ضحايا هذه الحرب الناعمة التي تشنها الدائر الغربية ضد العراق ،

ان الحكومة المركزية وحكومة كربلاء الحلية مطالبة اليوم برد الاعتبار لقدسية هذه المدينة ومسائلة كل من كان له دور في هذه القضية ،وقبل الختام نسجل استغرابنا ان الجميع بدا يرفض ويستنكر ماحدث بعد انتهائه وكأن هذا الجميع كان في غيبوبة او ان الامر حدث فجأة ولكنه بالفعل المباغتة التي تعد من اساليب الهجوم بالحرب الناعمة وتصبحون وتمسون على هدف اخر لهده الحرب اذا لم نحصن مواقعنا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك