المقالات

طير ابابيل؛ كسر الضلع الثالث..!

1646 2019-08-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

على الرغم من كثرة الحديث عن عمل أجهزة الدولة المختلفة بأتجاه القضاء على الفساد، وعلى الرغم من تعدد هذه الأجهزة وتوفر الأرضية القانونية المناسبة لعملها، وعلى الرغم من توفر أمكانات ممتازة تحت يدها للنهوض بمهمتها التي يصح أن توصف بأنها مهمة وطنية كبرى تحظى بدعم شعبي لا محدود، فإن مهمتها في مقارعة تبدو صعبة جدا، ليس فقط بسبب عدم توفر النيات للنهوض بهذه المهمة.

هو واقع لا يمكن أنكاره لأن الفساد قد ضرب جذوره حتى في أجهزة مقارعته! لكن بسبب بنية الفساد ذاته، والفساد الذي نعنيه هو فساد سياسي قبل أن يتخذ أشكاله الأخرى التي تناسلت عنه في أغلب الأحيان!.

أذا تخيلنا أن الفساد السياسي كيف نفسه متخذا شكل مثلث متساوي ألضلاع، أمكننا فهم لماذا قد أحكم الفساد وضعه، وأغلق كل الفراغات التي يمكن أن تنفذ منها النيات الطيبة للقضاء عليه، وبات الفساد في حكم العصي المستمكن، الذي لا يسع لشعب مثخن بالجراح كشعبنا وقع داخله الخروج منه، وذلك بسبب أن هذه الأضلاع متصلة مع بعضها، وتشكل مساحة متكاملة قوية لا يمكن الخروج منها بالأدوات والأمكانات الأعتيادية، ويتعين البحث عن وسائل فوق أعتيادية للخلاص!.. 

تتمثل أضلاع الفساد السياسى الثلاثة، في الفساد العضوى الكامن فى تهريء أجهزة الحكم والإدارة وسوء سيرة القائمين بالعمل السياسى والإدارى.

في الفساد الأخلاقى، الذي يعنى فقدان النزاهة والأمانة بحيث تغيب مفاهيم الولاء للوطن والدولة وابتغاء الصالح العام، فيعم التهافت على تحقيق المصالح الخاصة والمنافع الشخصية بالتجاوز عن القيم المدنية والمسؤولية الاجتماعية. وأخيرا الفساد القانونى، المتمظهر فى فعل ما يعد إخلالا جسيما لواجبات المنصب السياسى الوظيفية.

الفساد القانونى يشمل، بمقتضى البداهة المنطقية، الإخلال بأحكام الدستور الذى يعد الوثيقة الرئيسية التى توضح معالم النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى الدولة، وأحكام الدستور بهذه المثابة أحكام ينبغى أن ينحنى لها الجميع حكاما ومحكومين...وهو مع الأسف الشديد الأمر الذي لم يفعله الجميع بعد، بل تمادوا في تجاهل الدستور وحولوه الى  هلام يتشكل وفقا للحيز الذي يريدون له أن يشغله! ...

إن الوسيلة الغير أعتيادية التي يمكننا أستخدامها في الأنتصار في معركتنا مع الفساد السياسي ، تتمثل فقط في كسر الضلع الثالث بأحترام الدستور لأنه أرادة شعب على الساسة أحترامه وأحترام أرادته...

كلام قبل السلام: من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لاتكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك