ميثم العطواني
ما الذي جعل المواطن ساخطاً على العملية السياسية برمتها؟!، وإنتقاد الحكومة يستشري في المجالس العامة والخاصة!!، وهذا سؤال في غاية الأهمية يحتم علينا مناقشته، حيث نبتدأ بإكذوبة إسمها "الانتخابات" التي فاز فيها بعض المرشحين الذين لم يحصلوا على "200" صوت، والكثير من المرشحين الذين حصلوا على أقل من "2000" صوت، إلا انهم تربعوا على مقاعد البرلمان بقدرة قادر، وبإرادة زعماء الكتل السياسية، رغم أنف المواطن الذي لا حولة ولا قوة له، وباءت التجربة الديمقراطية بالفشل في أول الطريق، ومن هنا فرض على الشعب ان يأخذ "أرنب" بدل "الغزال" سوى اختار "الأرنب" أو لم يختاره، وما أكثر "الأرانب" حين تعدهم، ولكنهم في خدمة البلد قليلُ!!، وسَلم هذا الشعب المسكين الى الأمر الواقع المفروض عليه حتى بات حاله كما قال خليل مطران:-
"بل يبتغي إجهاده لينال منه وهو خائر
حتى استطاع فالهّ عن سرجه للأرض صاغر
وعلاه فهو مروغ كالشاه تحت ركاب ناحر".
ومن ثم أخذ عباد الله يتطلعون الى تنفيذ وعود "الأرانب" التي طالما طبلت وزمرت لها قنواتهم الإعلامية على مختلف انواعها، والتي جعلت من آية المنافق ثلاث، تنطبق عليهم تماماً : "إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف"، حيث لم تتغير هذه الآية المباركة تجاههم، ليستمر شغلهم الشاغل، وهمهم الوحيد، تحقيق مصالحهم الحزبية والشخصية دون النظر لمعاناة الشعب الذي تقتله الفاقة، ويدمره العوز، ويضج أبناءه بالشكوى الى الله، ومن ثم الى الخيرين الذين لا يجيدون صنع اي شيء أمام "مافيات" الفساد التي اكتسحت كل شيء نهارا وجهارا، لتنهب حقوق المواطنين بحسب الاختصاص، مافيات لبيع أراضي الدولة، وبيع المناصب، وتهريب النفط، وجباية السيطرات، وحصص المنافذ الحدودية، والمتاجرة بالمخدرات ... ، حتى وصل الأمر بالمواطن ان يكفر بكل أشكال العمليات، السياسية، والمحاصصاتية، والطبية التي تجرى وسط الظلام الدامس!!، ربما يتعجب القارئ من العملية الأخيرة لإنه اعتاد على ان يسمع بالعمليات التي سبقتها، إلا انه ربما لم يسمع في حياته عن إجراء عملية طبية فوق الكبرى وسط ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي في احد المستشفيات!!.
وهذا الخبر وردنا ان تمكن الأطباء من إنقاذ سبعة عراقيين من موت محقق، حيث قطع التيار الكهربائي ما يقارب ساعة ونصف الساعة عن سبعة صالات للعمليات الكبرى وفوق الكبرى، تم الإعتماد فيها على ضوء أجهزة الهاتف النقال.
ما قام به الأطباء وجميع من تواجد معهم لإنقاذ أرواح المرضى في هذا الموقف الصعب جدا، هو وسام شرف على صدورهم.
إلا انه هل يعلم الشعب بإن هذا الموقف لو حصل بأي دولة غير العراق، لأطاح بوزارة الصحة، ووزارة الكهرباء، وهز أركان الدولة .
https://telegram.me/buratha