عبد الحسين الظالمي
ذكرنا في الجزء الاول ان اعلان دخول النظام العراقي للكويت واحتلالها شكل صدمة لكل المراقبين وبالخصوص للاخوة المجاهدين الذين يعارضون النظام بعد حالة من الاحباط افرزتها نهاية الحرب العراقية الايرانية وخروج النظام منها سالما معافى بعد ان تكبد الشعبين خسائر كبيرة جدا ، تلك النهاية المتوازنة التي جعلت الامور صعبة على القيادة الاسلامية العراقية والمعارضة العراقية بشكل عام والمجاهدين بشكل خاص .
كان حدث دخول الكويت واحتلالها وتداعيات هذا الحدث كما ذكرنا والذي عقد الموقف اكثر الموقف الامريكي والاممي من الاحتلال الكويت خصوصا على المجاهدين من جهتين ، جهة دخول امريكا طرف وهي دولة معروفة النوايا ومن جهة اخرى بعث الامل فيهم بقرب نهاية النظام وهذا هدفهم وغايتهم .
الموقف من التدخل الامريكي في حرب تحرير الكويت....
من اكثر المواقف جدلا بين المجاهدين كان هو الموقف من هذه الحرب التي طرفها الجانب الامريكي ودول التحالف الاممي الذي عمدته امريكا بالمال الخليجي بعد ان هدد النظام الوجود السعودي الخليجي بعد اجتيازه للحدود السعودية ومهاجمة منطقة الخفجي الغنية بالنفط السعودي ما جعل السعودية محورا لهذه الحرب ما عقد الامور وجعل النظام العراقي في وضع لا يحسد عليه ناهيك عن رغبة امريكية بضرورة تقويض ترسانة العراق الحربية المتطورة التي خرج بها بعد نهاية الحرب مع ايران ومع تزمت النظام وفشله السياسي والذي اذهب فرص ذهبية ليخرج بنتيجة غير النتيجة التي خرج فيها ( وتلك هي ارادة الله ودماء الشهداء).
هذا الموقف الذي جعل المجاهدين في حيرة ولابد لهم من اختيار احد ثلاث مسالك :
الاول : الدخول مع النظام ضد امريكا باعتبار ان هذه الحرب في حالة خسارتها سوف تكون كارثة على العراق ولكن السؤال المحير كيف يؤمن الحال من النظام ؟ والذي نعرفه ونعرف مكره وكنا واثقين ان النظام مجرد ان تنتهي الحرب سوف يغدر بالمجاهدين هذا من جهة ومن جهة اخرى هذه حرب ظالمة ضد شعب مسلم مسالم وهو جيران للعراق ومتبنيتنا ترفض ذلك ، صحيح ان حكام الكويت ارتكبوا خطأ استراتيجي عند ما وضعوا الكويت راس حربة في دعم العراق ابان حربه مع ايران وهناك قول شهير يعتبر شبة انبوءة للامام الخميني حول دعم الكويت للعراق اذ قال ما معناه (سوف تكون الكويت اول سندويج يأكلها صدام بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية ان خرج منها سالما ).
هذا الموقف جعل بعض المجاهدين يرفضون الدخول في هذه الحرب مع صدام ويعدونه انتحارا (وانا هنا اذكر مواقف النخب الجهادية ازاء حدث مزلزل يعنيهم بالصميم وليس موقف الجمهورية الاسلامية والاموقف القيادة الاسلامية العراقية الرسمي والذي لم يكن بعيدا عن موقف ووضع المجاهدين هذا الموقف الذي لايمنع ان نذكرة والذي (كان يرفض الحرب ضد الشعب العراقي ويعتبر ذلك خطأ ارتكبة صدام ويجب ان يحاسب علية كانظام وليس كا شعب ليس له ناقة في هذه الحرب ، ويرفض كذلك تصرف صدام وحتلال الكويت وتهديد السعودية وزعزعة استقرار المنطقة التي خرجت توا من حرب الخليج الاولى .اذا المسلك الاول هو الدخول في الحرب الى جانب النظام وهذة مبررات رفضة .
المسلك الثاني:
تمثل في موقف اخر لبعض النخب الجهادية والذي كان يرى ان الوقوف على التل في حرب سوف يكون وقودها الشعب العراقي موقف غير سليم ويجب ان يكون لنا موقف اما مع الحرب والقضاء على النظام وهذا فيه اشكال كبير وهو عدم معرفة النوايا الامريكية او ضد الحرب الامريكية ولكن ليس على الاراضي الكويتية بل في حالة دخول الامريكان العراق وتعرض الشعب العراقي الى تهديد جدي وكان الراي يعتمد على ان يقوم المجاهدون بعمليات نفوذية ضد الغزاة دون التنسيق مع النظام وهذا الراي قد تكون فية تقوية للنظام وربما يسخر ذلك لصالحة .
المسلك الثالث :
تلخص بالاستعداد والتهيوء والانتظار لما ستؤول اليه اتجاهات الحرب واستغال اي فرصة للقضاء على راس النظام ومنع الامريكان من الاستمرار في تحقيق خطتهم التدميرية .
وبين رغبة جامحة في الخلاص من صدام ونظامة وبين خوف شديد على مصير شعب اصبح رهينة في يد نظام لايعرف الرحمة تلك الايام والاشهر التي وصلت الى مايقارب ستة اشهر تقريبا والمجاهدين بين مد وجزر في الموقف رغم ان الوضع الداخلي للمجاهدين بدء بالاستعداد والتهوء لما تؤل له الاحداث ومع تصاعد وتيرة الحرب وتعدد القررات الاممية ضد العراق والتي للاسف لايمكن الفصل بين ما يستهدف النظام وما يستهدف الشعب منها واضحا ،ومع وصول المعلومات المؤكدة حول حجم الاستياء بين صفوف الشعب ضد سياسة صدام وادارتة لملف الازمة واصرار امريكا وحلفائها على اخراج العراق من الكويت معاقبا على فعلتة التي ربما ورطة الامريكان فيها بخطة استداج ذكية نفذها الامريكان عن طريق السفيرة الامريكية في عراق ( غلاسبي) .
تلك الايام والاشهر التي مرت على العراقين وهي محملة بالخوف والترقب من الاتي ومع وعيد وتهديد امريكا والتي كانت ثقيلة جدا على المجاهدين ومحيرة ايضا ، فبين رغبة في نهاية النظام وبين اهل وشعب ووطن سوف يدمر والذي لم يمضي علية سوى اقل من سنتين على نهاية الحرب العراقية الايرانية وذا بهم امام راس ثور كبير ساقهم اليه نظام صدام وحرب شعواء لايعرف نتيجتها الا الله مستسلمين لقدر الحرب الذي لم يترك لهم عقدا الا وزارهم فية .
شنت امريكا مع دول التحالف هجومها الجوي والصاروخي والذي استهدف كل البنى التحتية للعراق, والمجاهدين على هبة الاستعداد لغرض استغلال اي فرصة ربما تمنحها لهم نتيجة الحرب دون الدخول طرفا فيها ذلك الموقف الذي حددتة القيادة الاسلامية بعد مداولات ونقاشات استمرت لفترة طويلة والذي استقر على اختيار .( المسلك الثالث).
انسحب العراق من الكويت انسحاب غير مسيطر عليه ما جعل وحدات الجيش العراقي مكشوفة امام تفوق جوي وسيطرة على الاجواء مئة في المئة فحدثت الكارثة وابيدت اغلب القطعات المنسحبة للاسف الشديد واغلبهم من ابناء الملحة وسعيد من وصل اهله سالما قاطعا المسافة مشيا على الاقدام بعد ان تقطعت بهم السبل وامام هذه الهزيمة النكراء المتوقعة وحالة الاستياء العسكري والشعبي تفجرت انتفاضة كبيرة كادت ان تقلص عمر النظام لولا اشارة من ابناء العم العربي ان اوقفوا الزحف فالقادم اخطر ونحن غير مستعدين له. ما سمح لطيران الجيش من ابادة المنتفضين .
تلك الانتفاضة التي شارك فيها المجاهدون بقوة . سوف نخصص لها ولدور المجاهدين فيها سواء من كان بالداخل ابناء الانتفاضة او المجاهدين الذين كانوا يرابطون على الحدود او المتواجدين في مقرات الداخل وذلك عبر مقال من جزئين مخصص لهذا الغرض والله الموفق.
https://telegram.me/buratha