علي الطويل
لم تترك الولايات المتحدة امر التدخل في شؤون العراق يوما واحدا منذ وطأت اقدام جنودها ارض العراق محتلة غازية والى اليوم.
ففي الوقت الذي اعلن عن استقلال العراق ونيله السيادة على كامل ارضه ومياهه واجوائه بعد انسحاب القوات الامريكية وتوقيع اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين الجانبين ، لم تتردد الولايات المتحدة في خرق هذا الاتفاق باشكال متعددة واوقات مختلفة ، بل انها لم تلتزم بما ورد فيه من بنود في موارد كثيرة وكان ابرزها عندما اجتاحت داعش العراق ، اذ لم تحرك الولايات المتحدة ساكنا ولم تطلق اطلاقة واحدة التزاما باحد البنود الذي يلزمها بالدفاع عن استقلال العراق وحريته الذي تعرض لخطر شديد في تلك الفترة .
وما ان شعرت امريكا ان ابناء العراق اخذوا على عاتقهم تحرير اراضيهم بامكانياتهم الذاتية بعد الفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة ، عند ذالك فقط بدات باتخاذ خطوات من شانها تسجيل دور لها في محاربة الارهاب وتسجيل النصر باسمها .والزعم بانها تحارب الارهاب .
واليوم وقد اصدر مجلس النواب قرارا براقا في محتواه خطيرا في مضمونه ، ومفاده الحفاظ على استقلال العراق والدفاع عن الديمقراطية ومساعدة حكومته في الحفاظ على الامن والديمقراطية ، وقد حشته السلطات الامريكية بالمليشيات الموالية لايران والدعم الخارجي لها من قبل الحرس الثوري ( هكذا).
وهنا هو مربط الفرس كما يقال ، اذ ياتي هذا القرار ضمن الجهود الحثيثة لمحاربة كل ذي علاقة مع الجمهورية الاسلامية ، وبهذا القرار فان امريكا تريد جر المعركة بكل صورها الحربية الاقتصادية والنفسية والاعلامية الى خارج حدود ايران وفتح مساحات تشمل جميع من له علاقة بالجمهورية الاسلامية ، وبدوافع تشديد الحصار عليها.
فهذا العنوان الفضفاض في شكله سيشكل بادرة خطيرة لانه قد يطال شخصيات وقوى وحركات سياسية اساسية مشاركة في العملية السياسية ولعبت دورا مهما في بناء الوضع السياسي العراقي الحالي ، مما سوف يؤثر بشكل كبير على وضع العراق سياسيا وامنيا .
ان من مساوئ هذا القرار انه سوف يفتح الباب واسعا لاحتمالات كثيرة سوف لن تؤثر في وضع العراق حسب وانما سيكون هناك خطر كبير على الوجود الامريكي في المنطقة وجنودها المنتشرين في مناطق مختلفة من العراق.
لان التعرض لحركات مهمة وفاعلة ولها دور في مقارعة الارهاب ومشاركة بفاعلية بالعمل السياسي سيجرها حتما الى صراع من نوع اخر فتحت ابوابه امريكا وستكتوي بناره ، وبالتالي فان ساحة العراق ستكون ميدان هذا الصراع وسيشكل هكذا قرار مفتاحا للتردي الامني والتراجع السياسي وهشاشة الوضع الحكومي وضعف ادائه ، ففي الوقت الذي يحمل هذا القرار عنوانا براقا فانه سيكون سببا في عرقلة العملية السياسية وتدخلا سافرا في الشان العراقي وقد يجر الى فوضى امنية غير محسوبة .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
https://telegram.me/buratha