باقر الزبيدي
بتاريخ ايلول 2006 و بعد مرور اكثر من شهرين على وجودنا في وزارة المالية العراقية توجهنا الى سنغافورة لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي و البنك الدولي في اطار الاجتماعات السنوية.
كانت مهمتي المحورية وانا وزير ومنذ الايام الاولى لوجودي في الوزارة هي اطفاء الديون المتبقية على العراق والتي تركها النظام السابق وقبل توجهي والوفد المرافق الى تلك الاجتماعات بدأنا سلسلة من الاتصالات مع الدول الدائنة وتم في اطار تلك الاتصالات تحديد مجموعة من اللقاءات مع وزراء مالية 15 بلداً دائنا للعراق.
وانا في الطائرة كان الى جانبي شخصية حاول الحديث معي بغية قضاء الوقت واستفسرت عن هويته واذا به وزير المالية القبرصي.!
فوجئ الوزير القبرصي بطلبي اطفاء الدين بنسبة 100% وبعد النقاش رد انه سيدرس الموضوع مع حكومة بلاده وحددنا معاً 48 ساعة لتلقي اجابة الحكومة القبرصية وكان لنا ما اردنا باسقاط الدين القبرصي 100% حيث تم التوقيع على الاتفاقية الثنائية لاطفاء الدين القبرصي بالكامل والذي بلغ 220 مليون دولار.
وفي اثناء اجتماعات سنغافورة وبعد جهود حثيثة لاقناع الدول الدائنة من غير دول باريس تم التوقيع على اطفاء 80% من ديون كل من "اندنوسيا , ماليزيا , اليونان"
كما تم شراء ديون "بلغاريا و صربيا و تونس" بما يقرب من 10 سنت لكل دولار اي بتخفيض قارب 90% وفقاً لاتفاق نادي باريس.
كما استثمرنا زيارة رئيس الجمهورية المرحوم جلال الطالباني الى الصين في تموز 2007 للتفاوض مع الجانب الصيني من اجل تسوية ديونها على العراق حيث كانت الصين مترددة في قبول شروط نادي باريس ومن خلال مفاوضات شاقة دامت 3 ايام و رغم اصابتنا بوعكة صحية نجحنا في اطفاء الدين البالغ "8 مليار و 500 مليون دولار".
بعد تركنا لوزارة المالية والى الان كما بلغني وتألمت لذلك فان هناك تراكماً للديون خارجية و داخلية جديدة بلغت 135 مليار دولار...!!
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)