زيد الحسن
كان هنالك فلاح يزرع الخضروات وفي كل يوم يأتي صباحا يشاهد التخريب في حقله ولا يدري من المخرب والعابث ، أخيرا كمن في المزرعة ورأى عن قرب مجوعة من الثعالب تعبث في حقله بادرها بسرعة وبضربة استاذ أصاب ذيلَ واحدا منها ، هربت الثعالب الباقية وهرب المقطوع الذنب أيضا،
فكر الثعلب المقطوع الذنب بالعودة ثانية لكنه صار معروفا وخائفا فأراد أن يذهب عن نفسه الوسوسة والخوف ففكر في حيلة , فجمع بقية الثعالب ذات يوم قائلا لهم يجب علينا التعويض عن الخسارة , قالوا لن نذهب، وأخيرا أقنعهم بالمشاركة لكن قال يجب أن أختبركم وأتمنكم فلربما تغدرون بي قالوا الأمر أمرك والشور شورك وأنت السيد المطاع ، قال يجب أن تشدوا ذيولكم ذيل واحدٍ بأخر وتتجمعون تحت ظل تلك الشجرة لأرى الأمر وأستطلع ، أطاعوه دون علم ماذا سيفعل بهم ،
ركض الثعلب المقطوع الذنب لمسافة بعيدة وعكف طريقه بكلاب كانت تتخذ بعض الخرائب مكانا لها فما أن شاهدته الكلاب حتى هجمت عليه لكنه ركض وركض سريعا متوجها صوب جماعته الثعالب فلما سمعت تلك الثعالب النباح والضجيج سحبت بذيولها ووثبت حتى تقطعت ذيولها جميعا ،
هنا نجا ذلك الثعلب الماكر بحيلته الماكرة من ملاحقة الفلاح له ، لأن كل تلك الثعالب صارت مقطوعة الأذناب فأحتار الفلاح فقال "أبتر وضاع بين البتران" .
في بريطانيا العظمى هناك تشريع رسمي في الدولة يتيح للمعارضة ممارسة نشاطها بملء حريتها ، وقد ترفض احياناً النظام السياسي القائم فتتمرد عليه ويصبح الامر تطرفاً سياسياً مؤذي للدولة ، مصطلح المعارضة يقترن بالاحزاب السياسية او بالمجموعات التي تعارض الحكومة ، هذا في البلدان التي تنهج الديمقراطية سبيلاً ويكون المعارض ايضاً متفهم لتلك الديمقراطية .
تتجه بعض الاحزاب السياسية العراقية نحو المعارضة ويتحدثون عنها وكأنها الملاذ المنقذ لما وصل اليه العراق من سوء ادارة وسوء حكم ، وينكرون على انفسهم انهم السبب الرئيسي لهذا الفشل ، لم يسألوا انفسهم هل ستلاقي معارضتهم السياسية قبول الشارع العراقي وهل ستنجح واقدامهم مغروزة بكل مؤسسات الدولة ، ومحاصصتهم الطائفية والعرقية على قدم وساق ، وهل ادوات معارضتهم جاهزة لخوض هذا المسار .
لا يخفى على احد ان مفهوم المعارضة لدى هذه الاحزاب قد اصبح لمجرد اثبات الحضور والرغبة في التنصل من المسؤولية والهروب من ان يرمى على عواتقهم هذا الفشل وهذا الخراب الذي حل بالعراق ، والان يريدون خلع ثوب الفساد و ارتداء ثوب الشريف النزيه وهذه نكتة الموسم وحيلة لا تنطلي على احد .
من المعلوم ان علاقة الحكومة مع هذه الاحزاب ليست علاقة التابع والمتبوع بل علاقة الشركاء وعلاقة المصالح ونستطيع ان نقول عنها المصالح الشخصية لتلك الاحزاب بعد ان قبروا مصلحة الوطن واصبحت مصلحة البلاد لا تعني لهم شيئاً .
ادوات المعارضة التي يمتلكها المنادي بالمعارضة هي مسكه لدوائر كبيرة و امتلاكه لاجنحة عسكرية قادرة على شل حركة الحكومة فلن يعارض تحت صرح من صروح الديمقراطية بل سيعارض بحرق المزروعات وبقتل الاسماك والدواجن و اغراق البنوك الحصينة وهذه المعارضة حصلت لدينا وحصل معها معارضة سياسية اخرى اشد بطشاً وهي تسليم ثلث العراق الى داعش ومجازر لا تعد ولا تحصى ، نعم هذا هو مفهوم المعارضة لدى بعض الاحزاب ولا يخفى علينا ولن يكون له ثوب ابيض في يوم ما ، فثوب معارضتهم تلطخ بدماء العراقيين وحيكت خيوطه من قوت الفقراء والمحرومين .
اين ما تذهبون نحن نعرفكم ونعرف نواياكم مسبقاً والى ماذا ترسمون ، فأنتم من سحق زرع الوطن ، وياليتكم تحققون امنية الشعب التي اصبحت على لسان كل عراقي ( ارحلوا ارحلوا ارحلو ) خذوا معكم ما سرقتموه وارحلوا فقط ، لم نعد نثق بكم و باحزابكم فجميعكم مقطوعي الذنب وادواتكم تحمل في انصالها الامراض والسموم .
https://telegram.me/buratha