محمد كاظم خضير
اذا لم تكن هذه الهجمات الجوية الأمريكية على معسكر الشهداء التابع للحشد الشعبي هو الحرب ‘وعدوانا سافرا، وانتهاكا لحرمة سيادة دولة تعيش حربا مع داعش ، وبطريقة انتهازية بشعة اذا كيف يكون اعلان الحرب؟.
هذه الهجمات الامريكية المتلاحقة تؤكد ان قوات الحشد الشعبي مستهدفة لأنها تشكل خطرا على صفقة القرن ، في وقت ترتمي فيه معظم الحكومات العربية في احضانها، وتنسق معها، وتتنازل عن ثوابت فلسطينية من اجل ارضائها.
نحن على ابواب حرب اقليمية مدمرة مع إيران واذا اندلعت هذه الحرب فإن أمريكا والدول الداعمة لها، او العربية المتواطئة معها، تتحمل المسؤولية الكاملة عنها، لان أمريكا هي البادئة بالعدوان، ، فلماذا لا ترسل إيران المزيد من صواريخ لحشد الشعبي. ؟
لا نستغرب، بل لا نستبعد، ان يرد الحشد الشعبي هذه المرة على العدوان ، وان لم يردّ فإنه سيخسر هيبته ، وكل من يقف في خندقه، وكل ادبياته حول الممانعة والصمود، فالشعب العراقي ،، لم يعدّ مستعدا لتصديق مقولة الردّ في المكان والزمان المناسبين.
ما يجعلنا اكثر قناعة هذه المرة، بأن الردّ ،وبأي شكل من الاشكال قد يكون حتميا، هو ان الغارات الأمريكية الاخيرة على اهداف الحشد الشعبي ومعسكراته ، سواء كانت مواقع ، او قــــوافل صاروخـــية في طريقها الى الحشد الشعبي باتت تتكرر وبوتيرة متسارعة، ما يوحي بأنها قد تتكرر في الايام المقبلة، وقد تسير جنبا الى جنب مع غارات امريكية جوية تحت ذريعة اختراق ‘محاربة الاذرع الإيرانية في العراق ’ الذي تحدث عنه الرئيس الامريكي ترامب .
ان هذا العدوان الأمريكية يفتح الباب واسعا امام جميع الاحتمالات، ويجعل الوضع المعقد في المنطقة اكثر خطورة’، وان ‘على الدول الداعمة لامريكا ان تعي جيدا ان شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان.
الحشد الشعبي استطاع ان يمتص جمــيع الغارات الأمريكية السابقة، سواء تلك التي وقعت قبل التحرير ، او بعدها، لانه كان يفعل ذلك تحت مسمى عذر هجمات مجهولة اوعن طريق الخطأ ، ولكن الآن الصورة تغيرت بالكامل، واسباب ضبط النفس تبخرت،. ؟
الكثير يتساءلون في العراق عن قيمة الاحتفاظ بهذه الصواريخ التي تم استهدافها اذا كانت لن تستخدم للردّ على هذه الإهانات الأمريكية ، والاستباحات المتكررة للكرامة الوطنية العراقية ؟
يتفهم الكثيرون عدم اخذ الحشد الشعبي زمام المبادرة في الهجوم على مصالح الأمريكية في ضربة استباقية ثائرا لشهداء ، ولكنهم لا يتفهمون عدم دفاعه عن نفسه وبلاده في مواجهة مثل هذا العدوان.
امريكا تدافع عن اتباعه في العراق ، وتبرر هذا العدوان الصارخ بأنه دفاع عن امنها من قبل مؤسسة لم تطلق رصاصة عليها وتواجه خطر إلغاء ، فلماذا لا يفعل نواب المحور المقاومة الفتح ، وجه التحديد، الشيء نفسه والتحرك سياسيا وعسكريا لوقف مثل هذا العدوان؟ فالاسلحة التي تدمرها الغارات الأمريكية عراقية بالدرجة الاولى.
يجب ان تدرك الجماعات السياسية العراقية ان أمريكا تريد اسقاط الحشد الشعبي ليس من اجل القضاء على اذرع الإيرانية كما تقول لها، وانما لبدء معركة اخرى، تشارك فيها الولايات المتحدة ودول عربية واقليمية اخرى.
https://telegram.me/buratha