المقالات

مظاهرات البصرة ...الجزء الظاهر من جبل الجليد


محمد كاظم خضير

 

 

مظاهرات البصرة التي انقسم حولها السياسيون و الإعلاميون و المواطنون و المحللون كل بما أوتي من قراءة أو موقف أو تحليل أو تقدير؛ مظاهرات جاءت:

معبرة عن إرادة أصحابها على حد قولهم. دون ما أراد لها مؤيدوها ممن ليسوا مقيدين باعتبارات سياسية أو التزامات لأطراف بأي معنى يكون ذلك فيما أبدوه من خلال تصريحاتهم.

مثبطة لمن دعموها في خطوة هي أكثر سياسية منها عملا ميدانيا تمليه القناعة الثابتة والإرادة الصادقة في تناول كبريات القضايا التي تهز صمتا و جهرا وهي قضية الخدمات.

محيرة لإعلام غطاها انسجاما مع الأهواء المبعثرة والقراءات المرتجلة والمخلخلة، ولم يحملها متون وسائطه المتعددة مكتوبة ومسموعة ومرئية بما تستحق في جوهرها من ناحية.

مربكة للرأي المعلن بـ"منطقه" عن رفض قيام التظاهرات سياسية تركب موجات الاحتجاجات.

مرضية، مثبطة، محيرة، مربكة، صفات متناقضة بقدر تكاملها تمخض عنها الحدث الاستثنائي لتضعه في دائرة الأهتمام بعيدا عن العزف على الوتر اليتيم للبحث عن السلطة غاية قصوى، بوصفه جادة أو انتهازية، والإعلام مهنيا واعيا وصنوه هاويا متعثرا.

لا شك أن هذه المظاهرات وما انبنت عليه من المطالبة لشريحة هامة من الشعب بحقوقها منقوصة حتى تلعب دورها المعطل في قيام دولة القانون و المواطنة، أن مظاهرات مناقضة في قيامها ،وهذا سببه ان قادة هذه الحزب هو من استهان واساء الى اهمية المظاهرات عندما حدثت في البصرة وبغداد سابقا ولانهم لم يكن خصما حقيقيا للعملية السياسية ولم يكن خصما حقيقيا لقادتها ولهذا سوف لن ولم يحصل اي تغيير لاوضاع الفساد وهذا الدليل الاول،اما الدليل الثاني ،أنهم شريكاء في العملية السياسية منذ بدايتها والى الان هو في حالة الارتباط والترابط معها بحيث مشارك في كل الدورات البرلمانية ومشارك ايضا في كل الحكومات الخمسة،التي تشكلت منذ الاحتلال الامريكي وبالتالي كيف يستطيع اتباع هذا الأحزاب تبرير مثل هذا التناقض المهين لمفهوم توفير الخدماتالوطنية والمهين للمصداقية التي يدعيها.

ان المظاهرات البصرة في الجمعة التي نظمت باسم اهل البصرة "كما يقال من منظمين التظاهرات لم يسجل التهافتُ على تأييدها أيَ غياب و كأن ما قامت به اهل الصرة ضرب من التمثيل الذي لا يريد ممثل أن يغيب عن خشبته التي تعج بالممثلين أمثاله و لا أن يفوته العمل بمقتضى ما دخل عليها خشبة، تستقبلُ و تصرفُ، من عوامل التمييع و إسقاط شرعية المطالب.

تظاهرة البصرة التي أعلن عنها دون كبير تمهيد أو سابق تردد سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد المطمور تحت محيط سحيق الأعماق من التراكمات السياسية و الاجتماعية المتعلقة بالخدمات . فلم يمض يوم حتى تم الإعلان عن قرب انطلاق مظاهرات الحكمة مظاهرات تعيد بما شفت عنه إلى الأذهان أحداث البصرة الماضية المشؤومة و شريط مآسيها المحزن، في أحادية التهم و الشجب والمطالب. وطبعا فإن هذه المظاهرات لاقت كذلك تعاطفا عفويا ولا مشروط من بعض الفاعلين السياسيين والحقوقيين لتحقيق اهداف سياسية فورية ولتقوية الأرصدة أمام الاستحقاقات المقبلة.

و مهما كان من أمر فإن مثل هذا المظاهرات الذي يحمل طابع المطالبة بالحقوق و لكن بصيغ ما لم تؤطر قد ينقلب وجه الحق فيه نقمة لا تدرك مآلاتها. .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك