قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
لا يرتكب خطأ من يقول؛ بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعيد إحتلال العراق، إذ أن التصریحات الجدیدة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، والمتعلقة بقاعدة عين الأسد غرب العراق، والقوات الأمريكية الموجودة فيها، تضع توجھات الأمريكان المتعلقة بالعراق والمنطقة، على أرض جرداء بلا حُجُب أو أغطية.
لقد كشف ترامب بوقاحته المعهودة، وإستهتاره وإستخفافه بإرادة الشعوب، عن نوایاه ومخططاته، في استمرار وتعزیز التواجد العسكري في العراق، واعلان وجود قاعدة عسكریة امريكية، وصفھا بأنھا "رائعة وغالیة التكلفة ومناسبة جدا لمراقبة الوضع في جمیع اجزاء الشرق الاوسط".
ترامب مضى وبنزق كاري كوبر؛ ممثل أفلام رعاة البقر المشهور في أفلام الويسترن، ليتبجح كاشفا عن الهدف من وجود قواته في العراق، فيقول؛ "ان احد اھداف ھذه القاعدة ھو تمكین واشنطن من مراقبة ایران، وان بعض الجنود الامیركان الذین سیتم سحبھم من سوریا سینضمون الى القوات الامیركیة المتواجدة في العراق".
على الرغم من أن أي من المسؤولين العراقيين، وطيلة الوقت المنقضي منذ أن أنتهى رسميا، الإحتلال الأمريكي للعراق في نهاية عام 2011، لم يتحدث عن وجود قواعد أمريكية على ارض العراق، وعلى الرغم من أن إتفاقية الإطار الأستراتيجي بين العراق والأمريكان، والتي يفترض أنها تنظم العلاقة بين البلدين، خصوصا في المجال الأمني، لم تسمح بقواعد أمريكية في العراق، لكن من الواضح، ومن خلال إستقراء تصرفات حكومة السيد حيدر العبادي السابقة، أنها كانت قد إتفقت مع الأمريكان سرا على "شيء ما"، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، ودعم وتدريب القوات العراقية التي تقاتل داعش.
في مناسبات عديدة، وفي لقاءات إعلامية وبيانات رسمية، كان السيد العبادي يؤكد مرارا بأنه لاتوجد قوات أمريكية في العراق، وأن ما موجود هم فقط مستشارين لتدريب القوات العراقية، ومرة قال أن أي طائرة أمريكية؛ لا يمكنها أن تطير في الأجواء العراقية، إلا بعد أن تحصل على أذن رسمي، من قيادة العمليات المشتركة العراقية، ومثل ما هو معروف، فإن هذه الأقوال لم تجد لنفسها سوقا لدى العراقيين، لأنهم يمكنهم أن يفتحوا عيونهم في آنية اللبن الحامض!
لقد كذب الأمريكان أنفسهم إدعاءات المسؤولين العراقيين، بعدم وجود قواعد أمريكية عسكرية في العراق، وكانوا دائما يتصرفون بفجاجة مقصودة، ليضعوا المسؤولين العراقيين في زاوية حرجة، وليجبروهم بالتالي على التعاطي مع الوجود الأمريكي؛ كحقيقة واقعة مقبولة عراقيا؛ ولذلك لم يحاولوا إخفاء وجودهم العسكري في العراق أبدا.
المطلوب من الحكومة العراقية الحالية؛ كشف الأتفاقات المعقودة مع الأمريكان للرأي العام العراقي، فهذا واحد من الحقوق الدستورية للمواطن العراقي، إذ ليس من حق الحكومة العراقية، إبرام أتفاق ينتهك السيادة العراقية؛ مهما كانت الدوافع والأسباب.
العراقيون وبعد أن حققوا نصرا كبيرا على الإرهاب، دفعوامن أجله ثمنا باهضا، يريدون أن يضمدوا جراحهم، ويعيدون بناء بلدهم، وهم يمتلكون المقدرة والكفاءة والإمكانات، لإنجاز هذه المهمة الكبرى، وهم لا يسمحون أن يتخذ كائنا من يكون أرضهم، منصة لتحقيق أهدافه العدوانية ضد الآخرين، وإذا كانت هناك مشكلة لدى الأمريكان، أو لدى الرئيس ترامب مع الإيرانيين، فليجربوا حظهم مع إيران بشكل مباشر، ولكن ليس إنطلاقا من أرض العراق.
العراق وإيران جاران أزليان، وهما بلدين تربطهما روابط تمتد الى أعماق التأريخ، ولا يمكن أبدا تكرار قصة الحرب العدوانية، التي شنها صدام ضد إيران، خلال ثمانينات القرن الماضي، بدعم أمريكي سافر، وبتمويل مكشوف من قبل السعوديين وعرب الخليج، وأذا حصل وأن تكررت هذه القصة بسيناريو جديد، فإن العراقيين سيقفون مع الإيرانيين، جنبا الى جنب في خنادق القتال!
كلام قبل السلام: القوات الامريكية في العراق قوات احتلال، ومقاومتها مشروعة في كل الاعراف الدولية.... نقطة راس سطر..!
سلام..
https://telegram.me/buratha