زيد الحسن
في دجى الليل العميق
راسه النشوان ألقوه هشيما
وأراقوا دمه الصافي الكريما
فوق أحجار الطريق
وعقابيل الجريمة
حمّلوا أعباءها ظهر القدر
ثم ألقوه طعاما للحّفر
ومتاعا وغنيمة
وصباحا دفنوه
وأهالوا حقدهم فوق ثراه
عارهم ظنّوه لن يبقى شذاه
ثم ساروا ونسوه .
هذه القصيدة اسمها الشهيد للشاعرة نازك الملائكة ، هي لم تكن تعلم ان الشهيد في العراق سيحصل على نفس الخيبة ، وينال نفس الآلم الذي نال الشهيد المعني في قصيدتها في وقتها.
اليوم الشهيد العراقي يشتري قبره بمال ذويه ويدفع ايتامه اخر ضريبة من الضرائب التي فرضتها حكومتنا الموقرة على الانسان ، نعم فلا قبر تتكفله الحومة ولا اهتمام بعد الشهادة، يمنح الشهيد علم بالوان براقة ليكون شاهداً على ظلم الحكومة يوماً ما .
وبنفس الوقت لا انكر المقبرة الرائعة التي خصصها آل الصدر الكرام الى شهداء سرايا السلام ، فلقد تكفل الخط الصدري بكل مراحل استقبال الشهيد من تغسيل وتكفين و دفن في مقبرة خاصة ، وليس هذا فقط بل هناك من بهتم بهذه المقبرة وبزراعة الورد فيها ونظافتها ، فلهم مني كل التقدير والاجلال والاحترام .
حكومتنا الرشيدة هذه الدماء هي السبب في امنكم و في توطيد حكمكم كيف تسنى لكم نكران شمائلها واهمالها و بخس قيمتها ، كيف تنامون ملء الجفون و انتم اهدرتم دماء هي مصابيح الضياء لكم و للاجيال القادمة ، هم ارثنا الذي نفتخر به ، وفي نفس الوقت الذي نذكر شهدائنا ونترحم عليهم سنتذكركم و نلعنكم على هذه الخيبة التي اذقتموها لذوي الشهداء .
اذربيجان من الدول التي تعتبر نموذجاً فريداً للاحتفاء وتكريم ذكرى الشهداء ، فميدان الشهداء في العاصمة باكو من اهم ميادين تلك المدينة التاريخية العريقة ، فذلك الميدان يضم في جانب منه مبنى البرلمان الوطني وفي جانب اخر مبنى مؤسسة الاذاعة والتلفاز ، وفي الجانب الثالث تقع مقبرة الشهداء الذي يحمل الميدان اسمها ، وحتى لا تنسى الاجيال هؤلاء الشهداء فقد تم وضع قطعة من الرخام الاسود على كل ضريح من تلك الاضرحة ، فاين انتي يا حكومة العراق من اذربيجان ؟
شهدائنا ليسوا بحاجة الى رخام الحكومة ولا الى مقابر تتكرم عليهم فيها ، فهم قد جاورو امير المؤمنين عليه السلام وسوف يحشرون باذن الله سبحانه وتعالى معه ، واما انتم ايها الغافلون فسوف ترفضكم ارض وادي السلام و تبتلعكم الارض في جوفها ولن يذكركم ذاكر بخير .
الشهيد مثواه الجنة وهذا وعد الله سبحانه و وعده حق ، فهنيئاً لكم ايها الشهداء بهذا الخلود وهذه المنزلة وهذه الجيرة في الرقاد ونسألكم الشفاعة لنا نحن المقصرون بحقكم ، الساكتون الخانعون على من ظلمكم ، فلتغفروا لنا قصر اليد فأنتم جنتنا التي نبتغي .
https://telegram.me/buratha