خالد الخفاجي Khalid.alkhafaji@yahoo.om
حزب سياسي بعد أن عَمً فساده كل مفاصل الدولة, وبعد تقمصها لدور المعارضة الوطنية مع انهماكها في الحصول على المزيد من المكاسب والمناصب الحكومية, يستعد للانسلاخ مجددا عن جلده ويطلق تظاهراته باسم الإصلاح بواجهة مدنية.
ويبدو إن الغرور قد ركب رؤوس قيادات هذا الحزب لما يتمتع به من مال ونفوذ وما يمتلكه من إمبراطورية إعلامية مكشوفة وخفية تحت تصرف قطيع من الصبية المغيبين عن الواقع بمفعول المناصب والامتيازات ظنوا بأنهم قادرون على إذابة الجماهير المسحوقة في تظاهراتهم وتسخيرها لصالحهم وابتزاز الحكومة لنيل المزيد من المكاسب, وفاتهم إن تثوير الشارع وتزعمه يتطلب جملة من العوامل, أولها ونحن نعيش آفة الفساد السياسي المتفشية في الأحزاب المتنفذة أن يكون المتصدي لها نضيف اليد, وقريب من هموم الشارع, وان يتمتع بخطاب عقلاني ثابت غير متقلب حسبما تقتضيه المصالح والأهواء, يخاطب العقول لا العواطف والغرائز وقابل للتصديق من النخب المثقفة, ونخبة مثقفة قادرة على قولبة الرأي العام والتأثير به من خلال تشخيص المشاكل والاختلالات وطرح الحلول, وحراك واسع بين الجماهير لرصد مطالبهم وتنظيمهم وتحشيدهم للهدف المنشود بشخصيات معروفة لها رصيدها الجماهيري الذي يؤهلها لنيل ثقة الجماهير.
ومن غرائب هذا الحزب وسعيه الدؤوب لقيادة الشارع وتوجيهه, انه غير قادر على التأثير ولو بالحد الأدنى في عقول أتباعه أو في عقول بقية شرائح المجتمع, وهناك حالة من الجفاء بين قياداته وقواعده, انفض على أثرها الكثير من أعضاء الحزب وقدموا استقالاتهم, إضافة إلى عدم تمتع الحزب بالشعبية التي تؤهله لخوض غمار هذا المعترك الجديد وكسب الشارع الممتعظ من سياسات الأحزاب السياسية, لهذا فان تظاهراته المليونية المزعومة يجري الإعداد لها بخفية بالمكر والحيلة, وانتدب أعضاء غير معروفين من أعضاء الحزب لقيادتها وتقديمهم على إنهم من الحراك الجماهيري, وابتدعوا تنسيقيات وهمية تجتمع في مقرات الحزب بإشراف المكتب السياسي, ومن السخرية إن هذه التحركات السرية للإعداد للتظاهرات علم بتبعيتها القاصي والداني وعلم بخفاياها العراقيون من زاخو إلى البصرة, إلا المكتب السياسي لهذا الحزب الذي يهيم في عالم خيالي ومازالوا مصرين على قدرتهم على إيهام الشارع وتسخيره لصالح حزبهم وثقتهم المطلقة في قدرتهم على ركوب موجة التظاهرات في البصرة, البصرة التي لن تنسى محنتها وتحذير حراكها الشعبي من مغبة ركوبهم لموجة التظاهرات, كما حذر نشطاء التيار المدني في بغداد وبقية المحافظات من هذه الحيلة المكشوفة للحزب وسعيه للابتزاز السياسي باسم المدنيين.
مازلنا نرتاب عما في جعبة حاشية هذا الحزب من حيل جديدة لحشد المغفلين ولدغهم من جديد, وما سيتسببون به من تصاعد حدة الإحباط والقنوط وفقدان الثقة بالنظام السياسي.
https://telegram.me/buratha