طيب العراقي
أمر لايكاد يخفى على احد, أن اقوى جيوش العالم, تسليحاً وأكثرها عدة وعدداً, لاتتمكن من تحقيق النصر أذا عاشت الوهن المعنوي وأستشعرت الخذلان وفقدت العزيمة في مواجهة الأعداء.
قوة الأرادة والأيمان بالمبادئ هي من يغير المعادلات, في المعارك حتى وأن أبتلى المقاتلون بالقادة المتخاذلون والمنافقون والفاسدون فكيف بنا أذا أبتلينا بهم جميعاً.؟
معركة كربلاء كانت بين معسكريين غير متكافئين من ناحية العدة والعدد, معسكر الأيمان فيه سبعين مقاتلاً, مابين شيخ طاعن وشاب مقاتل وفتى لم يبلغ الحلم, العامل المشترك بينهم هو الأيمان بالقضية التي يقاتلون من أجلها وقوة الأرادة, مواجهة جيش جرار يملك هالة أعلامية وقوة عددية ليس بالأمر الهين في معركة غير متكافئة من الناحية اللوجستية, مفتاح النصر في تلك المعركة كان هو الدم.
قد يكون الزمان مختلف, ولكن الدماء التي تجري في العروق نفسها معسكر للأيمان وأخر للطغيان والكفر, في ذي بدء كان لدينا جيش جرار ذو عدة وعدد لكن يفتقد الى الأرادة والصبر والعزيمة, وأبتلي بالقادة المتخاذلون والمنافقون الفاسدون, حتى أنه أنهزم في معركة لم يخوض وطيسها ولم يسمع جعجعة السلاح فيها, أعطى خسائر في العدة والعدد دون مبرر يذكر وأغلقت الملفات خوفاً من مافيات الفساد والحكام الطغات وقوارين عصرها.
وفي أستشعار منه بالخطر أنبرى شيخ بني هاشم في هذا الزمان ليبني جيشاً يتسلح بعوامل النصر, أنهم فتية أمنوا بربهم, فشحذ المولى أسلحتهم, وحرس حوزتهم, ودبر أمرهم وتكفل بمؤنتهم, وأعانهم بالصبر والأرادة, وأنساهم المال والبنون, وجعل النصر والجنة نصب أعينهم, أطاعوا قيادتهم دون جدال اوسؤال, فكان النصر حليفهم.
تغير المعادلة في بضع شهور, من الأنكسار الى الأنتصار, ومن الوهن الى القوة, ومن الدفاع الى الهجوم, هذا النائج أستلهمت من تلك الدماء الزاكيات في ثورة الدم ضد السيف, ثورة الحسين عليه السلام فقوة الأرادة وطاعة القيادة دروس وعبر,أستلهمها أبناء المرجعية ومقاتلي الحشد الشعبي, في أعتمادهم على أبطال ورجال الحوزة العلمية في قيادتهم وتحقيق أنتصاراتهم.
ــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha