المقالات

الإصلاح السياسي: لماذا وكيف ومتى؟!

1287 2019-07-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تتردد في الإعلام وبعض المحافل السياسية، دعوات للإصلاح السياسي؛ من بينها الدعوة الى تحويل نظام الحكم، من برلماني الى رئاسي، الأمر الذي يحاول بعض الساسة تحويله الى مشروع، فما هي آفاقه ودواعيه؟وما هو المدى الذي يمكن أن نصل اليه في هذا الشأن؟

كمحاولة للإجابة؛ وقبل الحديث عن أفضلية هذا النظام أو ذاك، يتعين علينا أن نتحلى بكثير من الجرأة، ونسأل السؤال الأصعب؛ وهو: هل يمكن القيام باصلاح سياسي، في أحضان بيئتنا السياسية القائمة الان؟!

في تحليل البيئة السياسية، نرى أن الحديث عن ضرورة الإصلاح السياسي؛ وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن نفكر به أو نمارسه، فهو يصطدم بصعوبة تحقيقه كمشروع، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن بسبب عدم أهلية المتحدثين عن الإصلاح!

 أغلب هؤلاء يفكرون من خلال النموذج القائم، الذي لم يستطع أن يقاوم الفشل، إذ عندما يتخذ سلفاَ كأساس للإنطلاق، وكمعيار للقياس عليه أو الإحتذاء به، رغم عيوبه وقصوره وفشله، فإنه يصبح نموذجا مرجعيا ضاغطا، ويمكنه أن يحتوي الطرح الإصلاحي، ويفقده استقلاليته وموضوعيته، في معاجلة الواقع المأزوم!

يفقد الخطاب الإصلاحي مصداقيته، عندما يقترح الحلول من داخل النموذج القائم وبواسطته، ويطالب بإقتفاء أثره والسيرعلى هداه، معتقداَ بأنه أقترح الطريق الأمثل.

 يتأتى فقدان المصداقية؛ من أن الطرح الإصلاحي لا يراجع البنية القائمة، بل يبقي على مركز القرار السياسي، والحل والربط في الدولة، بعيدا عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير، أو حتى تحديد الصلاحيات ووضع الحدود والضوابط.

في احسن حالات الطرح الإصلاحي، فإنه يقدم حلا لمشكلات النظام القائم، التي بدأ يواجهها أو يصطدم بها، بسبب تراكمات الأخطاء والممارسات على كافة المسارات، ولكن هذا الطرح لا يقدم حلا لمشكلات وقضايا وهموم الشعب، الذي مازال يعانى من هذه التراكمات حتى اليوم، وبما يسمح بإدخال تجديدات هامشية وسطحية، وفقا لمنهج الترقيع السياسي، الذي لا يغير من جوهر البنية السياسية، لكنه يسمح لها بالتمظهر بمظهر الإصلاح!

التفكير من خلال النموذج القائم، يحول  الطرح الإصلاحي الى محاولة تبريرية، تعمل على تأويل ما هو قائم، بالكيفية التي تجعل الإصلاح، شبيها به أو يندك فيه، كنظيراَ مماثل له تقريباَ في كل شيىء.

كلام قبل السلام: أحسب أن المعارك الدائرة منذ خمس سنوات؛ مع تنظيم داعش الإرهابي وما ستسفر عنه ، ستفرز بيئة سياسية جديدة، هي التي ستقوم بعملية الإصلاح!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك