قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
تتردد في الإعلام وبعض المحافل السياسية، دعوات للإصلاح السياسي؛ من بينها الدعوة الى تحويل نظام الحكم، من برلماني الى رئاسي، الأمر الذي يحاول بعض الساسة تحويله الى مشروع، فما هي آفاقه ودواعيه؟وما هو المدى الذي يمكن أن نصل اليه في هذا الشأن؟
كمحاولة للإجابة؛ وقبل الحديث عن أفضلية هذا النظام أو ذاك، يتعين علينا أن نتحلى بكثير من الجرأة، ونسأل السؤال الأصعب؛ وهو: هل يمكن القيام باصلاح سياسي، في أحضان بيئتنا السياسية القائمة الان؟!
في تحليل البيئة السياسية، نرى أن الحديث عن ضرورة الإصلاح السياسي؛ وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن نفكر به أو نمارسه، فهو يصطدم بصعوبة تحقيقه كمشروع، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن بسبب عدم أهلية المتحدثين عن الإصلاح!
أغلب هؤلاء يفكرون من خلال النموذج القائم، الذي لم يستطع أن يقاوم الفشل، إذ عندما يتخذ سلفاَ كأساس للإنطلاق، وكمعيار للقياس عليه أو الإحتذاء به، رغم عيوبه وقصوره وفشله، فإنه يصبح نموذجا مرجعيا ضاغطا، ويمكنه أن يحتوي الطرح الإصلاحي، ويفقده استقلاليته وموضوعيته، في معاجلة الواقع المأزوم!
يفقد الخطاب الإصلاحي مصداقيته، عندما يقترح الحلول من داخل النموذج القائم وبواسطته، ويطالب بإقتفاء أثره والسيرعلى هداه، معتقداَ بأنه أقترح الطريق الأمثل.
يتأتى فقدان المصداقية؛ من أن الطرح الإصلاحي لا يراجع البنية القائمة، بل يبقي على مركز القرار السياسي، والحل والربط في الدولة، بعيدا عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير، أو حتى تحديد الصلاحيات ووضع الحدود والضوابط.
في احسن حالات الطرح الإصلاحي، فإنه يقدم حلا لمشكلات النظام القائم، التي بدأ يواجهها أو يصطدم بها، بسبب تراكمات الأخطاء والممارسات على كافة المسارات، ولكن هذا الطرح لا يقدم حلا لمشكلات وقضايا وهموم الشعب، الذي مازال يعانى من هذه التراكمات حتى اليوم، وبما يسمح بإدخال تجديدات هامشية وسطحية، وفقا لمنهج الترقيع السياسي، الذي لا يغير من جوهر البنية السياسية، لكنه يسمح لها بالتمظهر بمظهر الإصلاح!
التفكير من خلال النموذج القائم، يحول الطرح الإصلاحي الى محاولة تبريرية، تعمل على تأويل ما هو قائم، بالكيفية التي تجعل الإصلاح، شبيها به أو يندك فيه، كنظيراَ مماثل له تقريباَ في كل شيىء.
كلام قبل السلام: أحسب أن المعارك الدائرة منذ خمس سنوات؛ مع تنظيم داعش الإرهابي وما ستسفر عنه ، ستفرز بيئة سياسية جديدة، هي التي ستقوم بعملية الإصلاح!
سلام...
https://telegram.me/buratha