المقالات

أفواه وأرامل ..

1931 2019-07-07

حسين فرحان

 

ببالغ الحزن والأسى ننعى واقعنا المليء بذكريات موجعة ، وننعى أياما مضت من أعمارنا غطاها نقع غبار الحروب فما بانت ملامحها في واضحة النهار ولا شهدنا فيها صفاء الليل ، فانخسف بدرها وانكسفت شمسها وما يزال صوت داعية الخراب يردد : (إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى.) و ( إن للشيطان طيفاً، وإن للسلطان سيفاً. ) .

ببالغ الحزن والأسى ننعى أجيالا أجهزت عليها الحروب فانقطعت ثمرتها وننعى أجيالا أثمرت فخلفت ثمرتها تعيش اليتم .

قد تكون لغة الأرقام مؤلمة إن استعرضنا بها مصيبتنا لكنها قد تكون تذكرة لمن يمارس ترفا فكريا أو بطرا أو يقبع في ملذاته متجاهلا أمة الأيتام والأرامل التي تحيط به وتعيش حياة التقشف والحزن دون أن تزعج صفو أيامه ودون أن يعلم بأن عدد الأرامل قد بلغ أكثر من مليون يصاحب كل واحدة منهن يتيم أو أكثر من يتيم وله أن يقدر العدد النهائي فبحسب وزارة التخطيط إبان حكم العبادي أن العدد قد وصل الى 600 الف يتيم باستثناء محافظتي الانبار ونينوى .

ولو أعدنا النظر بحسابات الوطن لوجدنا أن حرب الثمان سنوات قد خلفت مليون قتيل مع خسائر مالية بلغت 400 مليار دولار تلتها حرب الكويت والحصار الذي خلف ايضا ضحايا الجوع والمرض هذا بالاضافة لضحايا الاجرام البعثي الذي كان يمارس القتل بدم بارد وسط تعتيم إعلامي مشدد كشف عنه بعد سقوطه من خلال المقابر الجماعية التي انتشرت في البلاد ومن خلال اعترافات تلك الرموز العفنة بجرائمها ومن خلال ما تم العثور عليه من وثائق سرية ولم نجد رغم ذلك الحصيلة النهائية للضحايا لكنها بكل تأكيد تشكل أرقاما مرعبة تفصح عن واحدة من أقذر عمليات التصفية العرقية والطائفية في تاريخ البشرية .

ولم يكن العراق بعد الغزو الامريكي بأحسن الأحوال ولم تكن نسائم الحرية المصطنعة الا بداية الأعاصير التي عصفت بهذا الشعب لتأكل منه الفتنة الطائفية والصراعات السياسية واستهتار القوات الامريكية والتفجيرات الارهابية الآلاف من الضحايا وهي كما يلي لغاية 2014 قبيل دخول الدواعش :

-12 ألفا و133 سقطوا في 2003

-11 ألفاً و736 في 2004

-16 ألفاً و583 في 2005

-29 ألفاً و451 في 2006

-26 الفاً و36 في 2007

-10 آلاف و271 في 2008

-خمسة الآف و373 في 2009

-أربعة آلاف و167 في 2010

-أربعة آلاف و153 في 2011

-أربعة آلاف و622 في 2012

-9 آلاف و851 في 2013

-20 ألفاً و169 في 2014

أما بعد ذلك فقد فتحت صفحة جديدة كان عنوانها الأسود هو ( داعش ) ليفتتح مشروعه بقتل 1700 شهيد في قاعدة سبايكر بالاضافة الى مجازر أخرى خلفها هذا التنظيم الشاذ الذي استعان ببقايا الشذاذ من حملة الفكر البعثي حيث أعانوهم على احتلال الارض والعبث بالمقدسات الامر الذي استدعى أن تعلن المرجعية العليا تلك الفتوى المقدسة ليقف الحشد موقفه المشرف ويعطي الثقة والاسناد لسائر صفوف القوات المسلحة فكانت معركة التحرير بسنواتها الأربع ملحمة عظمى خلفت هي الأخرى عددا كبيرا من الشهداء وتضيف لقائمة الارامل والايتام أرقاما جديدة :

٨٠٠٠ قوات امنية

٨٠٠٠ قوات حشد

١٧٠٠٠ جرحى حشد

٣٠٠ مليار دولار الخسائر المادية

قد تكون الارقام غير دقيقة ، لكنها بالنتيجة حقائق مؤلمة فالكيان الأسري العراقي قد تعرض لأبشع الصدمات ولك أن تتخيل ( شهيد .. أرملة .. يتيم ) والاعداد تفوق الخيال لو قورنت بالواقع السكاني ، والقضية برمتها لاينبغي أن تترك دون إعادة نظر واقعية وجادة لتلافي أخطار كارثية كالانحراف والتشرد مع هذا الواقع الاقتصادي السيء وهي بكل تأكيد مسؤولية تقع على كاهل الدولة بكل مؤسساتها المعنية ، وما تزال الدولة مقصرة أشد التقصير بحق هذه الفئات التي أصبح الكثير منها يعيش على هامش الحياة لولا التفاتة بعض الجهات الخيرة كمؤسسة العين التي تعمل برعاية المرجعية الدينية العليا وغيرها من مؤسسات أخرى تعمل جاهدة للتخفيف عن كاهل هذه الفئات المظلومة .

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( ظلم اليتامى والأيامى ينزل النقم ، ويسلب النعم ) .

فلينظر أصحاب القرار - ومن بيدهم إدارة شؤون هذا الشعب - في هذا الأمر ، فلهؤلاء حق في وطنهم فلا تبخسوه فنحن في بلد الأفواه والأرامل ..

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( الله الله في الأيتام لاتغبوا أفواههم ولايضيعوا بحضرتكم ) .

.............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك