ميثم العطواني
تعرف الدبلوماسية بأنها صفة تختص بالتمثيل السياسي للدولة، وتعنى بإدارة شؤونها الخارجية عند البلاد الأجنبية، كما انها تعد من الفنون الرفيعة التي تعكس من خلالها السلوكيات والأذواق تاريخ وثقافة البلد، وهذا ما لا يختلف عليه الجميع.
إلا ان ما قامت به سفارة العراق في الولايات المتحدة الأميركية يخالف سياسة البلد منذ نشوء الدولة العراقية !!، ولن ترتضيه قيم ومبادئ العراقيين بمختلف اطيافهم !!، لما صدر من تصريحات غير مسؤولة على لسان سفيرها في واشنطن، ادعى فيها وجود أسباب موضوعية قد تدعو لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني !!، مما دعا لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي ان تعلن أسفها للتصريحات التي أدلى بها السفير العراقي في أمريكا بخصوص التطبيع مع الكيان الصهيوني، معززة ذلك في بيان لإعلان أسفها "لما صدر من تصريحات غير مسؤولة على لسان السفير العراقي في واشنطن، عن ما عبر عنه بوجود اسباب موضوعية (قد) تدعو لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني"، وأكد البيان على "اننا في لجنة العلاقات الخارجية، نؤكد موقفنا المعبر عن ارادة شعبنا في المقاطعة التامة مع الكيان الصهيوني، ورفضنا لسياساته العنصرية في احتلال الأراضي الفلسطينية".
القانون العراقي والأعراف الدبلوماسية تلزم سفاراتنا بإتباع سياسة العراق، لاسيما ان كانت هنالك خطوطا حمراء ينبغي عدم تجاوزها، وعلى السفير أينما كانت سفارته ان ينفذ تعليمات وزارة الخارجية لإنها مرجعه المباشر، والمعنية بتنفيذ سياسة البلد تجاه الدول الأخرى، إلا ان هذا السفير الذي ارتكب خطئاً تاريخياً ترفضه جميع قيم ومبادئ العراق والعراقيين، والذي خالف تصريحه السياسة الخارجية، فيما دعت وزارة الخارجية الى "ضبط تصريحات موظفيها وممثليها في البعثات الدبلوماسية وبما ينسجم مع السياسة الخارجية للحكومة" !!.
من المعيب ان تتعامل وزارة الخارجية مع سابقة خطيرة لم تحدث في التمثيل الرسمي بتاريخ العراق دون أقل المستوى المطلوب !!، سفير يدعو الى تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، ويخالف سياسة الحكومة العراقية، ويستهين بمبادئ وقيم الشعب العراقي، وتكتفِ وزارة الخارجية بدعوة موظفيها في البعثات الدبلوماسية الى ضرورة ضبط التصريحات بما ينسجم مع السياسة الخارجية للحكومة !!، وأين كانت الوزارة فيما سبق عن هذه الدعوة ؟!، وهل تدنت سفاراتنا ليصل حال قمة الهرم فيها ان لا يعلم طبيعة سياسة الحكومة العراقية ؟!.
اسئلة كثيرة تضاف الى هذه الاسئلة تستوجب سحب السفير العراقي في الولايات المتحدة الأميركية، والتحقيق معه في الغاية من دعوته التي ربما تحمل في طياتها أسرار تضر العراق والعراقيين.
https://telegram.me/buratha