المقالات

يا بني اركب معنا..!


منى نور زلزلة ـ برلمانية سابقة

 

عرف الشعب العراقي عبر تاريخه , بطبع جبل عليه ,فهو معارضا مقاوما رافضا شرسا , لكل سلطة تحكمه, ويراها سارقة طماعة بثرواته ومحتلة وعميلة للأجنبي . مما عقًد مهمة الأحزاب الوطنية بعد 2003 لكسب اصواتها لتولي السلطة في العراق ,فتفننت في منافستها وتخبطت بوسائل لم تخطر على بال احد لحصد الأصوات ونيل السلطة عبر الانتخابات و التداول السلمي للسلطة.

لهذا كان تيار الحكمة متناغما مع طبع الشعب بإعلانه للمعارضة واستبق كل المعارضين في شق طريق رسمي لهم وحتى انه سبق النصر الذي لوح رئيسها في تغريده ـ بعيد لقاءه السفير الجديد لأمريكا ـ بالذهاب للمعارضة بل أوحى الى جاهزيته ليكون بديلا عن عبد المهدي فتأخر عن تأدية القسم للبرلمان, ومع هذا سبقته الحكمة بإعلانها للمعارضة ودعت الاخرين للحاق بها ليكونوا الجناح الثاني للنظام الديمقراطي .

مما اثار ذلك استغراب السفير الأمريكي الذي هرول مسرعا يستفسر من الحكمة عن خلفية اسراع الحكمة بإعلانها هذا ,لكن نتساءل لم السفير ألأمريكي استفسر ؟هل هو كما نوًه اليه مقدم برنامج كالوس في لقاءه مع فالح الساري" خوفا من تسقيط حكومة عادل"؟!

فجاءه جواب رئيس الحكمة بأنها معارضة تقويمية لا تسقيطية ! و بيًن بوضوح انها تختلف حتى عن المعارضة الغربية ,فهي مفهوم جديد انفردت به الحكمة كانفرادها" بالإزاحة ألجيلية "التي اطلقوها بداية حركتهم المدروسة لتولي السلطة, لقد سحبت الحكمة البساط من تحت النصر بإعلانها هذا وتميزت عنها بسبقها الصحفي

كان على رئيس الحكمة ان يجيب الدول الخارجية التي هرعت مستفسرةـ وكانت اكثر من جهة ـ ان معارضتهم (منتوجهم)عراقي صرف فما دخلكم انتم؟ ولكنه جلس وأوضح لهم بان معارضته لا تستهدف عبد المهدي فهم قد اختاروه ,ولا وزرائه لانهم صوتوا لهم, ولا حتى المنهج الحكومي فقد صوتوا بالإجماع عليه !.

فهم تميزوا عن معارضة النصر التي جهزت رئيسها واعدته ـاستاندأبـ ومنعته من إداء يمينه الدستوري كنائب لحد هذا الوقت ليكون بديل جاهزلرئيس الحكومة .

لقد تبرأت الحكمة أيضا من معارضة عبثية فوضوية تحرق الممتلكات العامة والخاصة في إشارة الى نهج المعارضة السابقة للعبادي والتي تجاوزت على (مجلس النواب والوزراء) بل تبرأت الحكمة أيضا من نهج سائرون التي هي "رجل بالمعارضة ورجل بالسلطة" , فخلال خمسة عشر عاما اجاد التيار الصدري وبامتياز منقطع النظير هذا النهج وسار خلفه بقية المعارضين , فاصبح الإصلاح والبناء كلهم في السلطة وعبر رئيس الحكمة الحكومة ب"سفينة نوح ".

وأخيرا ترك رئيس الحكمة قيادة الإصلاح لأنه يرفض المحاصصة ويريد المعارضة وبيًن أنه دخل المرحلة الثالثة من خطواته المدروسة التي ابتدأت منذ عام 2010 فخلال سبع أعوام من ترأسه للمجلس الاعلى جمع الشباب على مفاهيم الوطنية (ونظريتهم الجيلية) ,ثم غادر المجلس الاعلى في 2017 مع شبابه (المنحاز) ليشكل تيار الحكمة, وفي 2018 انضم الى سائرون فلما فشلوا أيضا في تحقيق الأغلبية غادرهم ليشكل وليقود معارضة في 2019 تاركا سفينة نوح التي جمعت كل شي كما صرح في خطابه الأخير بمناسبة ثورة العشرين .

وقد استدرك في نهاية خطابه ان خطواته اللاحقة ستفاجئ الجميع ولكنها ليست عنيفة وانما قانونية (لعلها فتح الطريق العام الذي خصص سابقا له والاستجابة لأمانة بغداد بفتح الطرق العامة للشعب) وربما هي ترك الباب مفتوحا لكل الخيارات بما فيها ابقاء احمد الفتلاوي(من الحكمة و مديرا في رئاسة الوزراء ) في سفينة نوح ليحجز لهم مكانا فيها ( فهو يدافع للاستحواذ على الدرجات الخاصة بقوة )فهو يعلم كغيره ان لا منجي من الغرق الا سفينة نوح التي يحاول المجلس الاعلى حمايتها من عبث المفسدين وإدارة دفتها بحذر لترسو بأمان .

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك