المقالات

من رسائل خطبة الجمعة  متنفذون بدوله يحمون تجار المخدرات .


محمد كاظم خضير / كاتب وباحث سياسي 

 

ان المرجعية الشريفة في خطبتها اليوم تنبه وتحذَروا من   أعداء  العراق ، فقد تفنَّنوا في وسائل إيصال الشرِّ للعراق ، والقضاء على أجياله ، وقنعوا بما دون القتل، وإنْ كان هو في الحقيقة القتل، وفَّروا الحديد والآلات الثقيلة حيث لم يستطيعوا بها إرغام العراقيين بالتخلِّي عن عقيدتهم القوية التي هزمت داعش ، فبثوا الوسائل البسيطة عليهم، وخفيفة المَحمَل، تلكم المسكرات والمخدرات القاضية على العقول والغيرة والشِّيَم، والجامعة لكلِّ خبث ورذيلة، والفاتحة لأبواب الشرور والبَلايا.

نعم  ياسادة  بهذه الخطبة الشريفة ؛ تنبه الئ  بيان  نجح الأعداء العراق  في إبقاء بعض شباب العراقيين مَن يتعاطى هذه المسكرات والمخدِّرات أشباحًا، وهياكل تضرُّ المجتمع ولا تنفَعُه، وتكون عِبئًا ثقيلًا على الدولة ، فقد جنَّدت الدولة الكثيرَ من الرجال، وأنفقت الأموال الطائلة في مكافحة المسكِرات والمخدِّرات، ومع هذا فقد امتلأت السجون العراق وأصبح نُزَلاؤها عالةً على الدولة في الإنفاق عليهم ومعالجتهم، وخدمتهم ومراقبتهم، وإحضارهم إلى المحاكم لمداعاتهم في انحِرافهم، وتصرُّفاتهم الشاذَّة، تلكم الأعباء الثقيلة والأموال المهدرة الناتجة عن دَسائس الأعداء العراق ، وخُططهم الهدَّامة، ومنها عمل هذه المسكرات والمخدِّرات من خمور وحبوب متنوِّعة، وبثها بين أبناء الشعب العراقي ، وترويجها في مجتمعاتهم.

ومن المصائب والبلايا أنْ يُوجَد بين أظهُرِنا ومن المسؤولين سَماسرة لأولئك الأعداء، يُروِّجون ويحمون هذه البضائع، ويبثُّون هذه السُّموم - لا أكثرهم الله، ولا أربح بضاعتهم - والمصيبة العُظمَى والطامَّة الكُبرَى رواجُ هذه البضاعة في العراق ، وتقبُّل الكثير لها حتى فقد مجتمعنا أعزَّ قوَّة وأنكى سِلاح، أولئك الشباب الفتىُّ، والرجال الأقوياء، الذين وصَلتْ بهم الحال إلى أنْ أصبحوا أشباحًا بلا أرواح، وهذا ما يريدُه الأعداء العراق .

لقد قَضَتْ هذه المخدِّرات على أرباب أُسَرٍ زُجَّ بعائليهم في السجون سنين عديدة كما في البصره ، جَزاءً لما ارتكبوه، وبَقِيتْ أسرهم بلا عائل ، ونساؤهم كالأرامل، وأولادهم كاليتامى، وأضاعَ شباب زهرةَ حياته، وحطَّم مستقبله بمعول أعدائه، وأصبحت السجون تئنُّ بما أُثقِلت به، وكأنَّ شيئًا لم يكن؛ فالكثير في غفلة ممَّا حلَّ به، وعدم اكتراث بما يحيط به، وضعفاء العقول يتقبَّلون ما جلَبَه الأعداء العراق ، وروَّجَه السماسرة المُفسِدون، إنها مصائب حلَّت بالعراق وهم في غفلةٍ وانشغال عمَّا يُراد بهم، وقد عرف الأعداء نقط الضعف والمداخل على العراقيين .

ولا سبيلَ إلى القَضاء على هذه الأمراض، وصدِّ تيَّار تلك الشرور إلا بالرجوع إلى الله، والتمسُّك بتعاليم دِيننا الحنيف، والوقوف صفًّا واحدًا أمام هذا الغزو المتدفِّق من أولئك الحاقدين على العراقيين ، والمتلطِّخين بالرذائل، والوالغين في الأنتان، والممتصِّين دماء الشعوب، والممزقين لحومهم، والصانعين للدمار وإهلاك الحرث والنسل.

نعم؛ حقدوا على العراقيين الذين أنقذوا الكثيرَ منهم من ظلمات الجهل والإرهاب الداعشي ، والعصور المظلمة، وأتوا بهم يقودونهم إلى الأمن بعد محاربتهم الإرهاب ، أتى بهم الأوائل، أولئك الصادقون المخلصون لدينهم والمحبُّون الخير للبشريَّة. حقد الأعداء على المسلمين، وقابلوا الإحسان بالإساءة، لقد خافوا من كثْرة المسلمين عليهم، وانتزاع سَيْطرتهم على الرعاع، فأخذوا يحيكون ويدسُّون للعراقيين السموم والأمراض الفتَّاكة، وقنعوا بأنْ يبقى الكثير من أبناء العراق أشباحًا لا تخيفهم، إنَّه الغزو الفتَّاك بلا كلفة، حبوب تُنثَر، تتهافَتُ عليها الطيور وكم من حبة قطعت رأس عصفور!

فيا مَن وقَع في شيءٍ من هذه الشرور، ودبَّت في جسمه أمراضها، استدرك نفسك قبلَ الهلاك، وعالِج مرضك قبلَ أنْ يستفحل، وارجع إلى الله وتُبْ إليه، واصدُق في توبتك تُوفَّق للخير والسلامة.

ويا مَن فكَّر في شيء منها أو سوَّلت له نفسه الأمَّارة بالسوء، اعدل عمَّا عزَمت عليه من شر، ودَعْ عنك ايها الشباب العراقي سبل الشيطان، واسلُك سبيل السلامة، وتمسَّك بتعاليم دينك، وآداب نبيِّك، فلا خيرَ إلا دلك عليه، ولا شرَّ إلا حذَّرَك منه.

ويا مَن وقع في الشباك، ادعُ الله أنْ يخلصك، وتُبْ إلى الله ممَّا وقعت فيه، واتَّقِ الله يجعل لك مخرجًا.

ما هذه الغفلة ايها العراقيين والنار مستعرة بينكم، وفي بيوت الكثير منكم وقلَّ مَن يحاول إطفاءها؟! أبناؤنا وفلذات أكبادنا يقعون فيها كالفَراش، فلا اهتمام من الكثير، ولا استنكار!

احذروا دَسائس أعداء  العراق  واستنكِروا الشرور، وتناهوا عن المنكر، وتناصَحوا فيما بينكم، وتفقَّدوا مَنْ تحت أيديكم، وراقِبُوا مدخله ومخرجه، ومُجالسه ومُصاحبه، واعلَموا أنَّ الوقاية خيرٌ من العلاج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك