ميثم العطواني
حسناً فعلت الإمارات في خطوة لتدارك خطأها تجاه العدوان على اليمن، ما عززه في المؤتمر الصحفي وزير الخارجية عبدالله بن زايد، مؤكدا ان بلده "تدعم جهود مبعوث الدولي لليمن للوصول الى حل سياسي"، وهذا ما طالب به المجلس الإتحادي الوطني الإماراتي، وكان قد اعترض كثيراً على إنخراط جيش الإمارات في الحرب ضد اليمن الذي تسبب في مقتل وجرح المئات مما أثار سخط سكان إمارة دبي، بالإضافة الى الإمارات الأخرى، ناهيك التطرق الى الأضرار المادية وزعزعت الاستقرار الأمني نتيجة الضربات الصاروخية لانصار الله الذي استهدف فيها مطار أبو ظبي وأثرها على حركة الملاحة الجوية.
التراجع الإماراتي إذا طبق على أرض الواقع، سيكون ذو فاعلية للإسهام في تهدئة حدة التوتر الذي تشهده المنطقة، وما أضافه بن زايد في خطابه ان "الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط في بحر عمان يحتاج الى دليل مقنع لتوجيه التهمة الى هذا الطرف أو ذاك، ولا يمكن أن نحمل أي دولة مسؤولية الهجمات الأخيرة على ناقلات نفط الخليج لعدم كفاية المعلومات"، إلا دليل على ذلك.
دعوة الإمارات على لسان وزير خارجيتها بشأن إيران الى "مشاركة دول المنطقة في الاتفاق النووي"، وسحب قواتها بشكل تدريجي من اليمن، وإنسحابها من مطابقة السياسة السعودية، ما هو إلا محاولة لإبعاد الخطر الذي يحدق بها، لاسيما وان حجم هذا الخطر يفوق إمكانياتها من حيث عدد السكان ومساحة الأرض والأمور اللوجستية الأخرى.
ربما تلتحق بموقف الإمارات دول خليجية أخرى، وهذا ما يعزز الإستقرار في المنطقة، خصوصاً وان البحرين والكويت وعمُان أقل أمكانيات من الإمارات في شتى المجالات، لذا يتطلب من جميع دول الخليج مراجعة مواقفها السابقة، والسعي الى نهج سياسة جديدة تخدم المنطقة، وعدم الإطمئنان للوعود الأميركية التي تنتهي مع انتهاء المصالح.
https://telegram.me/buratha