المقالات

جمهورية أحزابستان.. !

1435 2019-07-04

حسين فرحان


قد يكون إعلان تفوقنا على الصين تلك الامبراطورية العظمى - مع قوتها البشرية التي قاربت المليار والنصف - إعلانا مفرحا ومدعاة للسرور والفخر ، لكن ماينبغي معرفته قبل إتمام مراسيم الفرح هو الجانب الذي قهرنا به تنين الشرق .. هل هو تفوق عسكري .. رياضي .. تكنلوجي .. أم اقتصادي ؟ 
الجواب وبكل ثقة : ( كلا ) لأن هذا التفوق لايعنى بواحدة من هذه المفردات، إنه وببساطة تفوق بعدد الأحزاب التي تملأ أروقة السياسة في بلدنا، وتزدحم بسبب مقراتها ومواكب سياراتها شوارع مدننا، وتضج بأصوات دعاتها قنواتنا، وتختلط بأجنداتها الأوراق علينا، ويلتبس الحق بالباطل بسبب كثرتها وتزاحمها وشعاراتها ..
نافسنا الصين بأحزابها الثمانية وانتصرنا، فحصيلة فوضى الحكم عندنا بلغت مئتين وخمسين حزبا فرحت جميعها بما لديها ، وقضية تشكيل الحزب صارت مثل موضة الثياب والكماليات لها طلابها وروادها ولانغفل عن دواع أخرى يدفعنا لاستعراضها ( سوء الظن ) ويدفعنا لذكرها ما شاهدناه كمحصلة لمرض التحزب من دمار شامل حل بهذا البلد منذ ١٦ سنة مضت . 
قانون الاحزاب الذي تم إقراره يعتبر سببا في زيادة عدد الاحزاب حيث يتيح لأي مجموعة تتكون من ٥٠٠ الى ٢٠٠٠ شخص تشكيل حزب أو حركة أو أي كيان سياسي شريطة أن يدفع مبلغ ٢٠ ألف دولار ويرفق نظامه الداخلي وبرنامجه ويكشف عن مصادر تمويله ! .
القضية سهلة لكن أرجو أن لاتنتقل عدواها الى الشعب الصيني المسكين لأن بموجبها سيتم تشكيل آلاف الأحزاب وعندها سيباع سور الصين العظيم وتختفي حضارة الشعب في جيوب كتاب الأنظمة الداخلية .
للتعرف على مهزلة الإفراط الحزبي علينا أن نعقد مقارنة عددية فقط بين أحزابنا وأحزاب الدول المتقدمة إذ لامجال للمقارنة بين البرامج بل من الظلم عقد مثل هذه المقارنات .
ففي بريطانيا العظمى ثلاثة احزاب سياسية رئيسية هي حزب المحافظين و حزب العمال وحزب الديمقراطيين الليبراليين .
أما الولايات المتحدة الامريكية في الماضي والحاضر بلغت ثمانية أحزاب أهمها اليوم الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي .
وفي روسيا أربعة أحزاب ممثلة في مجلس الدوما وثلاثة مرخصة .
هذه أمثلة لدول عظمى لم تستمد قوتها وعظمتها من كثرة الأحزاب وقد بلغت مبلغها من النضج السياسي الذي لم تبلغ أحزابنا عشر معشاره لغاية اليوم ، فأحزابنا لاتهدف الى بناء مجد وطني بقدر ماتطمح لبناء أمجاد حزبية فئوية شخصية ضيقة ، فهي لاتنظر الى العراق بما هو .. إنها تنظر لمواطن الربح والخسارة وتنظر بعين هي أقرب للتجارة منها للسياسة والقيادة التي تضع نصب عينها ازدهار هذا البلد وتقدمه .
ولا لوم على أحد حين يعيش نوبات القلق وفوبيا الغرق ودوار البحر وهو ينظر الى سفينته تقاد بمائتين وخمسين دفة .
....................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك