قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
برغم أن عفونة خيانة القادة العسكريين والمدنيين؛ كانت تفوح من جنبات عملية إحتلال التحالف البعثوداعشي للموصل في حزيران 2014، وبرغم أن كثيرين؛ يرون أن الموصل كانت تحت الإحتلال البعثي منذ 2003، بل منذ أمد ابعد يمتد الى حركة الشواف عام 1959، حينما وقف الموصليين موقفا مخزيا؛ لجمهوريتنا الفتية آنذاك، وناصبوها العداء طمعا من الضباط الموصليين بالسلطة.
نقول أنه وبرغم ذلك كله، والآن وبعدما تحررت الموصل من الدنس البعثو داعشي، وتطهرت بدماء الشهداء والجرحى من أبناء قواتنا المسلحة، فإنه يتعين على أبناء الموصل التخلي عن أحلام العصافير، والتعايش مع الحقائق الساطعة التي أفرزها الإنتصار، الذي يمثل درسا بليغا لهم ولباقي نوعهم المكوناتي، الذي يجب عليه وبلا مواربة، الإستدارة بمقدار 180 درجة؛ نحو الوطن وأبناءه الذين حرروا الموصل.
في هذا الصدد عليهم التعامل العملي؛ مع الحقائق التي أفرزتها ثلاث سنوات؛ من إرتهان الإرادة وإستلاب الشخصية الموصلية؛ لدى أقذر فئة مجرمة عرفها تاريخ البشرية، وهو إرتهان وإستلاب؛ يتعين عليهم مراجعة أنفسهم بشأنه ربحا وخسارة، كما يفترض بهم؛ التعاطي ببروح وطنية خالصة مع تلك الحقائق، التي لا يمكن أن يحجبها بريق الإنتصار، فهي إستخقاقات واجبة السداد ولو الى حين.
أول هذه الحقائق الدامغة، أن فاتورة تحرير الموصل كانت باهضة التكاليف، دفعها أخوانهم بأريحية مفرطة، قوافل من الشهداء وآلاف من الجرحى، كما دفعتم ثمن لا يمكن تقديره، عن قيمة ثلاث سنوات من عمر الزمن، كانت سوداء كالحة؛ عاشوها تحت ضلال دولة الخرافة، التي طبل وزمر عدد كبير من أهل الموصل.
ثاني الحقائق وما تيرتب عليها من إستحقاق؛ أن على أهل الموصل، ولا نقصد النجباء منهم؛ أن لا ينسوا أو يتناسوا، من أدخل داعش الى بلدهم، كما يجب أن أن لا ينسوا أو يتناسوا؛ من أخرج داعش منها.
ثالثها وهو مهم جدا؛ أن موقفهم عندما أستقبل وجهائهم وشيوخ عشائرهم؛ متزعمي الإرهاب الداعشي؛ بالأحضان والقبلات والولائم والإحتفالات، وأعطوهم البيعة عن طيب خاطر، سيبقى محفورا في ذاكرة العراقيين جميعا، مثلما هو محفور في ذاكرة التأريخ صورة وصوت، وسيتم إسترجاعه كلما لعب الخونة بذيولهم.
الرابع وهو ليس الأخير؛ أن عليهم الإعتراف؛ بأن جمهرة كبيرة منهم، إرتكبت أخطاء جسيمة بحق الوطن، وأن هذه الجمهرة يحب أن تشخص بدقة، وأن تحاسب الحساب المُستحق، فليس في هذا الأمر عفا الله عما سلف، ومن أحسن فجزاؤه الإحسان، ومن أخطأ فيحاسب بمقدار خطأه، أما من خان فلا مسامحة أو غفران،
كلام قبل السلام: شتان مابين من باع وطنه ومن اعاده لنا بأمان.
سلام..
https://telegram.me/buratha