المقالات

المعارضة بين اليأس والردة..!


محمد كاظم خضير

 

بات من شبه الواضح، في ظل تباين المواقف واختلاف الرؤى، أن واقع اندافع تيار الحكمة بإتجاه المعارضة مثير للدهشة.

فهشاشة الصف و خفوت الخطاب على ضعف المحتوى و غياب المنهجية أمور تفقأ العيون وتصيب بخيبة الأمل؛ خيبة أمل في تناقص حلم قيام تيار الحكمة بمعارضة قوية تقف بالمرصاد للانتهازيين والطفيليين الذي يركبون أمواج الولاء الغرضي والنفاق والتملق للوصول إلى المآرب الأنانية بعدم الاكتراث لسير البلد وأحوال مواطنيه من خلالتعمد الفساد و التبذير وسوء الإدارة.

و يعتقد اليوم أغلب زعماء تيار حكمة ، وإن لم يعلونها، أن معركتهم إلى الحكم خاسرة و أن فشلهم في زعزعة أو إزاحة النظام القائم باتت شبه مؤكدة. و فيما تجتمع لذلك عدة أسباب موضوعية أهمها استسلامهم لما باتوا يقولون بملء حناجرهم أنها وحده عادل عبد المهدي الذي يمتلك في واقع الحال زمام الأمور و تسيير البلد الفعلي .

 فإن من زعامات تيار الحكمة من يوهم نفسه بأن له القدرة على تحديد مصير الحكومة واسقاطها، على الرغم من كل الأحوال، مقدرة على إقناع جزء من الرأي الوطني و الخارجي حدوث ذلك وبالالتحام بالديمقراطية وتطبيقها منهجا ووسيلة للحكم تكون نتيجة لتنافس الأحزاب العراقية المعتمدة على شعبيتها وعلى رؤاها وبرامجها السياسية الواضحة التي تسعى إلى صالح البلد من خلال برامج تنموية مدروسة تنشر الرخاء وتحقق العدالة الاجتماعية وترفع أمان الأوطان و المواطنين إلى أعلى الدرجات، بينما يعاقر البعض الآخر في سرية مفضوحة فاتنات الارتداد على العقب.

ولا يغيب على أحد أن هذه الزعامات باتت إلى ذلك تحاول، بأسباب من نوع آخر ـ غير التحرك من لأجل الوصول إلى دفة الحكم وتوجيه البلد بمحتوى برامجها ورؤاها وفلسفاتها ـ الاستفادة في ظل هذا الوضع الذي أكد دوامه بمنهجيات مختلفة ووسائل شتى من أهمها:

· الانسحاب من تحالف الإصلاح بحجج متضاربة دون الابتعاد المعلن عن فضائها العام في تكريس منهجي لازدواجية نفخ "البارد والساخن" معا والإيهام بحمل الرؤية الصائبة بين شططين،

· الإقلال من الخرجات الاحتجاجية والإمساك عن النقد اللاذع حتى لا يتضرر ذووهم من الذين يطمحون إلى الحصول على امتيازات ويحظون بتعيينات، وإلى فوز بوظائف سامية في مفاصل الدولة أو بصفقات مربحة في كل جوانب العمل ضمن المشروعات الكبرى والورشات المتنوعة، في تأكيد ـ لا يذكر نفسه ـ للعشائرية والقبلية والشرائحية والجهوية الرابضة في النفوس والمالكة زمام التفكير والمسعى.

· رفع سقف تيار الحكمة المطالبات الجانبية والسرية عبر لقاءات ومباحثات ومفاوضات مع أطراف ولاؤُها الخفي لها و المعلنُ للنظام بهدف الحصول على أكبر قدر من الامتيازات وفرص الحضور في المراحل المقبلة مقابل تنازلات توفر بمقتضاها دعما للعادل عبد المهدي وإرضاء لطرف الانتماء والولاء الاجتماعي الصارخ فيها و خارجها.

ولأن السياسة لم تقم يوما في هذه البلاد على خالص القناعات الوطنية والرؤى الواضحة والبرامج البناءة، ولا على الغيرة على المصلحة العليا للوطن والعدالة بين المواطنين، فإن ما تتكشف عنه الأحوال في ظل ارتسام مرحلة جديدة يوحي بأن النضج السياسي ما زال بعيدَ المنال وأن التهافت على المصالح المادية الأنانية والجماعية الضيقة ما زال هو كذلك من إملاءات عقلية لم تعرف يوما الدولةَ المركزيةَ ولا المصلحة الجماعية، أو الإيثار والوطن الجامع المانع، وإنما كل مظاهر الدولة هي نتاج توازنات عالمية لا تغفل كيانا ولا تُؤثر غيابا، وفقط وحدها الشعوب بنضجها، و النخب بتوجيهاتها و السياسيون بوطنيتهم و نبل مقاصدهم هي العوامل إن اجتمعت التي تضع دولها في المدار الصحيح حتى تحظى بفرصة تأكيد الكيان ومكانته وفرض احترامه بعيدا عن سيئ الوصم و شحيح النعت ضمن دائرة الدول الأكثر فقرا والأقل حرية والأكثر مديونية  الني تعتبر مسرحا لهدر كرامة الإنسان والنيل من حقوقهَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
تحسين
2019-07-01
السلام عليكم النص يعاني من ركاكة واضحة ارجو التنبه
شاكر
2019-06-29
تيار الحكمه كل يوم يلبس ثوب مره المجلس ثم شهيد المحراب ثم المواطن واخيرا الحكمه يا ترى ليش فقط لمحاولة خداع الناس عبدالمهدي لما كان تحت آبائهم كان خوش رجل لكن لما دار ظهره لهم لا عبدالمهدي مو زين حنا معارضه.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك