ميثم العطواني
لا ترغب الولايات المتحدة الأميركية في سماع الحقيقة، لأنها لا تريد رؤية تطلعاتها تتحطم على صخرة الواقع، وما واقعة اسقاط طائرة التجسس التي سبقها بأسابيع قليلة تفكيك شبكة جواسيس تعمل لصالح الـ (CIA) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا دليل يضاف الى أدلة أخرى.
طائرة التجسس الأميركية العملاقة الفريدة من نوعها التي أسقطتها إيران، وحاولت واشنطن عندما ادعت أنها خارج المجال الجوي أن تخفي أهم الحقائق لتشوش على الرأي العام، إلا ان طهران تعمل على ضوء المعطيات، وتبرهن بالدليل القاطع، ولا تدع فرصة للشك، حيث فندت إدعاءات واشنطن بوضع حطام الطائرة على مشرحة حرس الثورة لدراسة كافة تفاصيلها.
الطائرة انطلقت من قاعدة إماراتية، وأخترقت الأجواء الإيرانية بعد اطفائها أجهزة التعقب، لتسقط بعد عدم إستجابتها للتحذيرات، حيث تم رصدها عند اللحظات الأولى، وكانت "تسعى للتجسس، لأنها غلقت منظومتها التعريفية خلافا للقوانين الدولية، وتم تحذيرها عدة مرات لكنها لم تستجب، وتم اسقاطها خلال خمسة دقائق من تعيين الهدف"، بحسب تصريحات قادة في حرس الثورة.
عندما نتكلم عن هذه الطائرة في حقيقة الأمر اننا نتكلم عن آلة حرب كاملة، وهي تعد بمثابة غرفة عمليات جوالة تقوم بمهام تصوير المواقع والتنصت وتحليل المعلومات لإرسالها الى وحدات المدفعية وبطريات الصواريخ وقواعد الطائرات، لغرض التفاعل مع نتاج المعلومات.
لم تكن هذه الطائرة إلا جهاز (CIA) مصغر، طائرة في الجو حجمها بحجم أكبر طائرات البوينغ، عرض أجنحتها (٣٥م)، ارتفاعها هيكلها (٥م)، تحلق على مسافة تبعد (٨٠٠كم) عن نقطة إنطلاقها، لها القدرة على ان تبقى لمدة (٣٠) ساعة في الجو دون العودة الى الأرض، يصل معدل ارتفاعها الى (١٥كم)، وأصيبت من قبل الدفاعات الإيرانية وهي على ارتفاع (١٤كم).
الدراسات الأميركية المعدة مسبقا، تفيد بإستحالة اسقاط هذه الطائرة من قبل أي دولة مهما كانت متقدمة تكنولوجيا، وذلك لقناعة واشنطن التامة بإستحالة اسقاط أي طائرة خارج مدى (١٠كم)، لاسيما وان هذه الطائرة لها قدرة التملص عن الرادارت وتتمتع بخاصية تشويش الكترونية تجعلها بمأمن من صواريخ المضادات التي تستهدفها، إلا انه رغم هذه التقنيات المميزة استطاعت إيران ان تبرهن للعالم أجمع إنها تعي ما تقول، وتدرك جيدا ما يجري، وتحول أقوالها الى افعال، مما أدهشت في اقتدارها العدو قبل الصديق، ولم يكن هذا إلا نقطة في بحر من التطور الإيراني.
https://telegram.me/buratha