علي الطويل
تعتبر حادثة اسقاط الطائرة بدون طيار الامريكية من قبل القوات الصاروخية الايرانية في منطقة هرمزكان الايرانية ، من اكبر الضربات التي تلقتها القوات الامريكية في المنطقة ، هذه الصفعة الجديدة من قبل محور المقاومة لم يكن امرا عاديا ولا حدثا عابرا يمكن ان يمر دون التوقف عنده طويلا ، فحيثيات الموظوع وطبيعة الرد وطبيعة الهدف الذي اسقط وتوقيته كلها امور في الحسابات الاستراتيجية والعسكرية لها مدلولات ورسائلها السياسية والعسكرية لتكشف عن وضع جديد يمر به العالم ، بل ولادة لعصر جديد قد تكون فيه امريكا ومحورها هو الاضعف في هذه المرحلة والزمن القادم .
وفي هذا السياق يمكن تسجيل مجموعة من النقاط التي تدل عليها هذه العملية :
1.ان توقيت العملية ياتي في وقت تتحدث فيه امريكا ومن معها من منطق القوة والتبجح باسباب التفوق.
2.ان نوعية الطائرة التي اسقطها الايرانيون(كلوبال هوك) هي من الذي صمم باحدث انواع التكنلوجيا وفيها ميزة التخفي من اكتشاف الرادار و الصواريخ وبالتالي فاسقاطها يكشف عن وهن كبير امام القوة الايرانية من ناحية اكتشافها واسقاطها
3. الامكانيات العالية لهذه الطائرة في الطيران والتحليق والتصوير يعد من احدث ماانتجته الصناعة الامريكية واسقاطها يعد خسارة كبيرة ووهزيمة منكرة لتكنلوجيا التفوق الامريكي
3.طبيعة الصاروخ الذي اسقط هذه الطائرة المجهزة بكل مايجعلها بعيدة عن الاستهداف يدل على ان الايرانيين قد راحوا بعيدا في امتلاك القوة وان امكانياتهم عبرت توقعات المحور الامريكي بكثير .
4.ان اسطورة التفوق الجوي الامريكي وطائرات الشبح والبي 52 في قبال هكذا صواريخ اصبحت الان لاقيمة لها .
لقد اوقعت هذه الحادثة الولايات المتحدة في موقف صعب للغاية وادخلت الفريق البيضاوي في حالة من التخبط في التصريحات والمواقف ، فمن جهة اوقعهم في حرج شديد وخلق الكثير من التساؤلات الداخلية والخارجية في حقيقة التفوق والقوة الامريكية، هذا من جهة ومن جهة اخرى فانهم اصبحوا الان امام قوة طالما اخطئوا في تقدير امكانياتها كثيرا ، ويجهلون مقدار المستوى الذي وصلت اليه الصناعة العسكرية الايرانية ، وخاصة في المجال الالكتروني والفضائي ومايطلق عليه ( السيبراني ) ، وفي اول رد فعل امريكي راح ترمب يبرر بدلا عن الايرانيبن ، من انه قد يكون الامر من فعل شخص غبي ، او اسقطت عن طريق الخطأ، (هكذا يهون الامر) ويعد ذلك لهجة امريكية جديدة للتخفيف من حدة التوتر وفتح باب جديد لاحتواء الموقف وعدم المضي بالتهديد والوعيد الذي اسقط هيبة امريكا في المنطقة والعالم . وقد قلناها سابقا ونقولها اليوم ان عصر الافول الامريكي قد بدأ فعلا وان هذه الحادثة عبرت بما لايقبل التاويل عن زيف هالة القوة الامريكية وعبرت كذلك عن مقدار الاقتدار العالي للقوات الايرانية في الدفاع عن بلدهم ، ولعل من ابرز مداليل التراجع الامريكي ، ان هذا الرد الحازم لم ياتي من جانب قوة كبرى بالحسابات الامريكية كروسيا او الصين ، وانما جاء من دولة طالما هددت الولايات المتحدة بضربها وكسر قوتها في المنطقة ، الامر الذي سيجعل من ايران قوة لها دورها الكبير ولها حديث مع الكبار العالميين بعد الان
https://telegram.me/buratha