خالد الخفاجي Khalid.alkhafaji@yahoo.com
تعد المعارضة السياسية من ابرز مقومات نجاح النظام السياسي الديمقراطي ولها الدور الفاعل في مراقبة وتقويم أداء عمل الحكومة إذا ما اشتطت عن أهدافها ولمنع الحزب الحاكم من الخروج عن برنامجه والاستئثار بالسلطة لصالحه, ومن المؤكد إن نجاح المعارضة السياسية يعتمد على الأسس الصلبة التي يقف عليها الحزب السياسي من المبادئ والأهداف والزعامات المخلصة للدولة والشعب, وأيضا في امتلاكه القدرة على استقطاب الجماهير بالبرنامج البديل ليكون مؤهلا للعب هذا الدور, فالنزاهة والضمير التي يتمتع بها المعارض وطبيعة الأهداف التي يسعى لتحقيقها والولاء الوطني كلها أسباب تزيد من زخم استقطاب الجماهير تشد من أزره ويشتد بها.
إعلان تيار الحكمة تبني خيار المعارضة يدعو إلى السخرية أكثر من كونه يدعو إلى التأمل والنقاش, فهذا التيار الذي أجاد الاصطياد في الماء العكر, وقدرته الفائقة في اختيار الوقت المناسب للانقضاض على فرائسه والفتك بها متغنيا بشعارات تدغدغ مشاعر ورغبات البسطاء هو وأكثر من ابتز المناصب والمغانم باسم المعارضة.
لقد سبق وان رفع عمار الحكيم قبل انشقاقه عن المجلس الأعلى شعار المعارضة, وتحديدا في الدورة الانتخابية (2010- 2014) بهدف الابتزاز السياسي والاستحواذ على حصة إضافية من المغانم, واستقطب بهذا الشعار الكثير من الأقلام الشريفة التي عملت معهم بالمجان وسعت مافي وسعها لمحاربة الفساد ولجمه, ولكن الحملات الإعلامية وجهت إلى غير وجهتها واستغلت لتسقيط الغرماء السياسيين وليس لتقويم أداءهم, ومع انسحابه من الحكومة للإيحاء بجدية معارضته فانه ظل ممسكا ببعض المحافظات ومجالسها واكلها كما يقال المثل الدارج (من الفك الى الفك) وما أن حلت انتخابات (2014) ودخول الحكيم التشكيلة الوزارية حتى تخلى عن كل من وقف إلى جانبه من الصحفيين الكبار واستعاض عنهم بصبية تم التقاطهم من صفحات التواصل الاجتماعي ما يميزهم الغباء والنفاق وانعدام الأخلاق.
إن التيار الغارق بالفساد لا يحق له الحديث عن تبني خيار المعارضة, فللمعارضة أصولها التي يجهلها الحكيم وتياره, ومبادئ ثابتة لا متقلبة تقلب الحكيم وأهواءه, بل الحكيم وفي سابقة هي الأولى التي حدثت في ظل النظام السياسي الجديد هو الزعيم الأول والوحيد الذي انشق عن الحزب الذي يتزعمه واستحوذ على كل ممتلكاته, بما فيها الوزارات الثلاث التي مثلت الكيان الذي انشق عنه.
ربما سيعارض الحكيم بتيار من الصبية بينهم وبين الحكمة آلاف السنين الضوئية مع لجنته الاقتصادية التي تعمل بالخفاء والعلن وهي تستحوذ على المال العام والخاص وتستغل اسم الدولة وبمقدراتها للحفاظ على مكتسبات التيار, ولكن من دون قاعدة جماهيرية يستند إليها حتى من أتباعه, وبحسب معلوماتي فان 30% فقط من القاعدة النخبوية من أعضاء المؤتمر العام هم الذين انتخبوا مرشحي التيار في الانتخابات الأخيرة, وهنا الكارثة, فالحزب الذي لايثق به أتباعه وفشل في تقويمهم يتبنى ما اسماه بـ "المعارضة التقويمية" لتقويم عمل رئيس الوزراء !!!
https://telegram.me/buratha