عبد الحسين الظالمي
قليل من الانصاف ومزيد من الهمة والحزم والشدة ، اللاعب بالساحة غير الواقف على المدرجات..!
تمهيد ......
العراق دولة تحكم بالنظام الفردي منذ عام ٥٨ ١٩ ولغاية ٢٠٠٣، وقد تدرج هذا التفرد حتى بلغ اشده وتحول من حاكم الى جبروت يحاسب الناس على الانفاس والافكار وحتى على الحلم الذي يراه الانسان في منامه حتى شاعت فكرة مخابراتية مهربة بذكاء (الحائط له اذان).
ساد هذا الجو متدرجا لفترة تجاوزت ٣٥ عام حتى اصبح العراقي يخاف من امه وابيه ومن جيرانه ويخشى الحديث عن ابسط الامور فاقل خطا يرتكب قد يكلف الانسان حياته هو وعائلته ، تهمة كانت او حقيقة، واصبحت احكام الاعدام تصدر بالجملة من رقم ١ الى ١٠ اعدام ومن رقم ١١ الى كذا مؤبد ومن كذا .... اعفاء) ولاخرين ليس رافة بهم بل لغرض ابلاغ رسالة الخوف والبطش ..
امام هذا السجن والقفص الكبير وبين ايام وليالي يفتح السجن على مصرعية وتطير الناس بين فرح وعدم تصديق ، وبدون محددات وضوابط تتدرج وتاخذ بيد الناس الى بر الامان وتقودهم نحو اجواء الشفاء من ارث الماضي وترسباتة واثارة . اجواءديمقراطية هجينة
بعيدة عن الواقع العراقي وترسباتة وحرية مفرطة تعدت حدود الحرية نفسها وغالبا ما تنقلب ضدها ..
نظام الحكم في العراق.
..............................
تأثر المشرع العراقي بتركة الماضي وذهب بعيدا لكسر المعادلة السابقة في الحكم وابتعد اكثر في مسالة المركزية واللامركزية وعاش متخبطا في اجوائها فلا طبق المركزية بشكل عادل وصحيح ولا طبق الامركزية وفق اشتراطاتها (سوى اقليم كردستان) وغاص ايضا في مجال الحريات دون ان يحدد مستوى المقبول من غير المقبول وكذا في حقوق الانسان (نظام يراعي الحقوق في السجون ويتجاهلها في الحياة العامة) نتج عن ذلك تخبط في هوية نظام الحكم فاشتعل الصراع السياسي وقنن وتحت مظلته ترعع الفساد ونمى ثم فتك بالكل بعد ان فقد التخطيط وفقدان تقنين صرف المال العام مما ادى الى بقاء البنى التحتية تحبو مع تغذية خارجية وداخلية لمسببات الفشل حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه الان الكل حاكم والكل يتكلم على الحكم الكل يحارب الفساد والفساد منتشر وينتشر .
البيئة العامة
............................
سخط وعدم رضا ونقد للفشل حقيقي او غير حقيقي ، نسب الحاكم وننعته باقسى النعوت وفي الانتخاب ننتخبة نتكلم عن الوطن وبيننا وبين الوطنية خصام نتكلم عن الحقوق وننسى ان امامها بل تسبقها واجبات، عشنا خمسة حروب اقل واحد فيهن ثلاث سنوات ،ونقارن انفسنا بمن حولنا ، انغمس حكامنا بالخلافات والمصالح الحزبية والشخصية وانغمسنا بالنقد والتصفيق وعبادة الاشخاص والاخر افرط في العداء والتنظير ... حتى بلغ الامر ان يهدد وجودنا كوطن وتاريخ وحضارة ومقدسات لولا رحمة الله ووجود المرجعية ، ننتقد وننظر ولا نفكر بالبديل ، قسات جدا في جلد الذات ، فقدنا التراحم بينا فاصبحنا مكشوفين يحصد بنا الموت والامراض والكوارث .
التغير
...................
يعتمد التغير في الحال على شرط اساسي وضعه القران موضعا ابلغ من وضوح الشمس (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) وجاء شرط التغير (حتى يغيروا) فلا يكفي التنظير ولا المثالية ولا الاتكالية ( وانا شعليه ) ولا (نفس وما سواها العدم ) (ولا انا والغير لا يفهم) تغير الحال يحتاج جهد استثنائي من الكل وصدق نوايا والبحث العلمي عن حلول واقعية (زمن و ماده وتخطيط و ادوات و اخلاص).
المشهد الان..................
كما اسلفنا في العرض الواقع معقد ومتداخل والتركة ثقيلة ساهم بها الماضي بكل تداعياته والحاضر بكل مفاصله وشخوصه لذلك نحتاج قليل من التعقل في البحث عن صدق النوايا لايجاد حلول بعيدا عن المزايدات والصراع السياسي.
رئاسة الوزراء في نظام مثل النظام في العراق مهمة صعبة جدا تحتاج جهد استثنائي وتعاون استثنائي ايضا من كل الاطراف وليس من المنطق والمعقول وفي مثل هذا الواقع المعقد والمشاكل ولازمات نستطيع ان نقيم اداء ونطالب بنجاح بفترة زمنية تحدد ب ١٠٠ يوم ونريد حل ازمة كبيرة مثل الكهرباء التي يعمل الاغلب الاعم على بقائها
عصا يجلد بها الشعب والحكومة معا وهكذا بقيت الازمات المفتعل منها او التي تفرضها الحياة لذلك لابد من انصاف الرجل .
الحل .
اولا :اطلاق يد رئيس الوزراء بكل المفاصل المسوول عنها ومنحه الصلاحيات بدءا من اكمال حكومته
الى اطلاق يدة في مجال مكافحة الفساد وتوضيف االمال العام واختيار نظم الادارة وشخوصها.واعطائه فترة زمنية معقولة لا تقل عن سنة كاملة في نهايتها يحضر الى البرلمان ليقدم بشكل واضح وشفاف وملموس ما تم من انجازه من البرنامج المحدد سلفا. ويجري التقيم بموضوعية المصلحة العامة .
ثانيا : على رئيس الوزراء ان يخرج من اسلوب المداراة واللين المفرط والتنظير ويستخدم الحزم والشدة ومزيد من الجدية والمتابعة وتوزيع المهام والصلاحيات ومحاسبة اصحابها ومصارحة الشعب والاعلام بالمعرقلات .
ثالثا:
في حالة الفشل في ذلك يجري التفكير بفترة انتقالية تمهد لتعديل دستوري من نظام برلماني
الى نظام رئاسي بكل مقتضياته لان المشكلة ليس في الشخوص بل في النظام واليات ونوع الادارة فلا اعتقد ان هناك شخص اكثر حرصا وعلمية واخلاص من رئيس الوزراء الحالي فلقد جربنا الى الان خمس رؤوساء ولم تحل نسبة معقولة من معرقلات التقدم ومواكبة التطور ومتطلباتاستباقه لان غدا ومابعده ليس كالامس وماقبله
. وجهة نظر .....والله الموفق وهو من وراء القصد .
https://telegram.me/buratha