علي الطويل
ظن الكثير من السياسيين والكتل البرلمانية ان سكوت المرجعية فيما سبق هو علامة رضى وقبول عما يجري على الارص في الواقع السياسيي والخدمي العراقي الراهن ، فراحوا كعادتهم القديمة الجديدة يتصارعون على المغانم والحصص تاركين الشعب يعيش ازماته الخانقة واهاته والامه ، فقد مضى على تشكيل الحكومة مايقارب ال ٩ اشهر ، وبحسابات الانجاز قد لاتجد الا الضئيل مما وعدوا به قد تحقق ، بل بالعكس فان هناك ثمة تراجع قد وضع الخطاب المرجعي اصبعه عليه في تشخيص دقيق لما يجري ولما ستؤول اليه الامور في حالة عدم الوفاء بالالتزامات والوعود ، فقد شخصت ان الذي يعطل عمل الحكومة اسباب متعددة يمكن قرائتها من خلال خطبة الجمعة من على منبرالعتبة الحسينية المقدسة ، فالصراع على المغانم والحصص جعلته من اولويات الاسباب التي تعطل العمل والخدمة ، وهذا الامر اصبح واضحا لكل مراقب للوضع السياسي العراقي ، فبعض الكتل تعتاش على المغانم التي تجنيها من خلال حصصها في الحكومة ولايهمها معاناة الناس وازماتهم ، ولكنها في المقابل ترفع علم النزاهة والاصلاح والاخلاص والعمل لاجل الشعب والتفاني في ازالة الحيف عنه ، في عملية خداع كبيرة يمارسونها ويسوقونها في حملات اعلامية يغطونها باموال الفساد ، والمؤسف والمؤلم ان الذين يدعون هذه المواقف ينتمون الى الخط الاسلامي.
ومن الامور التي شخصها خطاب المرجعية الدينية قضية المناطق المحررة والاهتمام بها ، وهو تشخيص بنظرة بعيدة وتجربة ودراية العالم الذي ينتمي الى الواقع ، فقد اهملت الحكومات بشكل او باخر هذا الملف بشكل واضح رغم اهميته وخطورته على الوضع الامني على المستوى البعيد ، حيث ان قلة الخدمات والفقر قد تؤدي الى نفوذ داعش الى المجتمع من جديد ، وايجاد حاضنات لها في المناطق التي يدفعها الفقر والحيف الى الارتماء مجددا في احضان الدواعش .كما اشر خطاب المرجعية على اثارة الاعمال الطائفية في بعض مناطق العراق لاجل مصالح معينة ، فهذا من الامور الضارة بالمصلحة العامة بشكل كبير في وقت تحققت الانجازات الكبيرة على المستوى الامني وهذه الاعمال تعيدنا الى المربع الاول ، ان اثارة مثل هذه الافعال والعمل بها انما هو للتغطية التردي والتراجع في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن وذلك مما يجر البلد الى ازمات اخرى سيعيش معاناتها المواطن وحده .
لقد عمدت بعض الكتل السياسية وعلى مدى اشهر تعطيل عمل الحكومة عبر التسويف في اكمال الكابينة الوزارية من اجل تثبيت الحصص وجني المغانم والمناصب الثانوية التي يراها البعض اهم من الوزارات ، الا وهي الوكلاء والمدراء العامون ، ففي الوقت الذي ينسجون سجادة الاصلاح والنزاهة والشفافية في العلن ، نراهم يقطعون خيوطها في الخفاء وفي غفلة الناس عما يجري .
لقد انبرت اغلب الكتل السياسية في تاييد خطاب المرجعية الذي حمل انذارا واضحا لهم اولا ، وراحت بعضها يكيل التهم لحكومة السيد عادل عبد المهدي ويرمي عليها المسؤولية وحدها في تعطل الخدمات وازدياد الازمات والتراجع الامني ، نعم ان الحكومة تتحمل جزء كبير من التقصير ، ولكن النفاق والخداع السياسي الذي تمارسه بعض الكتل والتي تظهر من المواقف غير ماتبطن ، والسعي الحثيث على المغانم والصراع لاجلها على حساب مصلحة البلد ومصلحة المواطن ، هو احد الاسباب الرئيسية في تعطيل العمل الحكومي ، وان السيد رئيس مجلس الوزراء اليوم مطالب بموقف واضح تجاه مايجري ومطالب بمصارحة الشعب الذي وضع الثقة به وتامل الكثير من حكومته ، وان لايبقى الغموض سمة من سمات عمل الحكومة ، فالناس تريد ان تعرف اين الخلل ، وبالخصوص بعد هذا الاعلان الصريح من قبل المرجعية الدينية ووضع اصبعها على نقاط الضعف والخلل بمجمل العمل السياسي والعمل الحكومي.
https://telegram.me/buratha