لا يمكن استبعاد اتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في أي عمل تخريبي وقع أو قد يقع في منطقة الشرق الأوسط، وهي نقطة أكدت عليها مرارا وتكرارا التقارير والدراسات الأمنية ونتائج التحقيقات المتعلقة بالعمليات والأنشطة المخابرات الأمريكية التي استهدفت أمن واستقرار المنطقة، والتي أشارت إلى تورط إيران تارة بشكل مباشر وأخرى بشكل غير مباشر عبر أدواتها
غير أن مؤشرات ودلائل ارتكاب المخابرات الأمريكية لهذا العمل التخريبي واضحة ولا تحتاج لنقاش، ويمكن ذكر أهمها:
أولا: التهديدات السابقة التي صدرت من قبل الولايات المتحدة الامريكية ضد الإيرانيين حول حصول التدخل العسكري اذا استهداف خطوط النقل البحري وتهديد عملية إمداد النفط العالمي في مضيق هرمز وبحر عمان وباب المندب وبتالي أمريكا وإسرائيل اكبر مستفيدين .
.
ثانيا: ردة الفعل الأمريكي والسبق الإعلامي الأمريكي ، حيث سارع بعض الساسة الأمريكيين إلى إطلاق تصريحات معدة مسبقا حول تأكيدهم على أمريكا عثق، مع عدم قدرتهم على إخفاء توجيه الاتهام بما جرى، فضلا عن تكثيف وسائل الإعلام الإمريكية ولا سيما التابعة للتيار اللوبي الصهيوني المتشدد والتي هرولت نحو رصد هبوط أسواق البورصة في دول الخليج وارتفاع أسعار النفط عالميا كردة فعل على هذه الأحداث.
ثالثا: أن واشنطن أصبحت في الوقت الراهن المستفيد من كافة الجماعات والأنظمة الإرهابية والتخريبية، ولا يمكن لهذه الجماعات والتنظيمات تنفيذ أي علمية إرهابية أو تخريبية إلا بأمر مباشر من قادة المخابرات الأمريكية .
رابعا: أن المستهدف هو خط بحري اقتصادي هام بالنسبة لدولة الإمارات والسعودية، والمستفيد من محاولة تخريب هذا الخط البحري هي أمريكا لإجبار دول الخليج على الدفع مقابل حماية هذا الخط.
خامسا: طبيعة السلوك الأمريكي في المنطقة والقائم على أساس التخريب والتدخلات في شؤون الغير ودعم الإرهاب والسعي إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة عبر نشر الطائفية وبث الفتن وإشعال الحروب والاقتتال التي تكون الناقلاتين سبب من أجل تحقيق ذلك .
والهدف الأمريكي من هذا العمل التخريبي هو محاولة عسكرة المنطقة وإرباك المشهد الإقليمي من خلال تشكيل تهديد عالمي يدفع بعض الدول الشرقية والغربية إلى الضغط على الولايات المتحدة لزيادة ضغوطها وعقوباتها على طهران، والسعي إلى استهداف كل ما تستطيع اليد الأمريكي الوصول إليه من خطوط بحرية بهدف ضرب إمداد النفط العالمي كمحاولة لإيجاد نقص في أسواق النفط العالمية والاستفادة منه من اجبار الخليج واتهام إيران بذلك تتدخل من أجل الحفاظ على هذه الإمدادات .
فضلا عن أن هذا العمل التخريبي – وفق عقلية وأيديولوجيا المخابرات الأمريكية – يشكل خطوة رابحة أمريكا يتم استهلاكها من قبل خليجين من خلال تقديمها ورقة ضغط للدول الخليج من سياسات ترامب .
كما أن أمريكا وبعد الخسائر والهزائم المتتالية لها إقليميا خاصة على الساحة السورية والعراقية، تريد أن تبعث برسالة إلى أذرعها وحلفائها بأنها لا تزال موجودة وقادرة على حماية الخليجين .
والأهم من ذلك، فإن ترامب يريد أن يبعث برسالة إلى دول المنطقة مفادها بأن دول الخليج العربي غير قادرة على حماية هذا الممر البحري ويجب وجوده من أجل حماية الممر؛ ورسالة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية انها قادر على فبركة الاتهامات وأنها قادر على إدخال المنطقة بأكملها في فوضى وحرب عسكرية كما فعلت في العراقظهر علينا كاذب آخر من صانعي الأكاذيب الأمريكية إنه وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الذي هرف بدون حقائق قائلا : إن إيران هي وراء حادثة ناقلتي النفط في بحر عمان.
وبعده بيوم أطل علينا تاجر الخردة البلطجي ترامب على قناة فوكس نيوز ليسوق أكاذيب هو الآخر قائلا : إن إيران وراء حادث ناقلتي النفط في نفس البحر.
وأخرجت البحرية الامريكية مسرحية القوارب الإيرانية..
الإدارة الأمريكية معتادة وبارعة في تلفيق الأكاذيب، وبدون حياء تصنع مسرحيات هزلية تلهي بها عملاءها.
هل تتذكرون ظهور وزير خارجية امريكا الجنرال كولن بأول في الأمم المتحدة في العام 2003 م وهو يكذب على العالم قبل العدوان على العراق، حينما عرض أدوات وصوراً قال إنها لسلاح كيميائي عراقي؟!
اليوم تعيد الإدارة الأمريكية المتصهينة نفس أكاذيبها السابقة وبحجم أكبر هذه المرة.
الادارة الامريكية تكذب وتصدق كذبها، لكن العالم يعرف أن ما تقوله هو هراء وتلفيقات اعتاد عليها عملاء الامريكان. أما الشعب الأمريكي فلا يصدق ترامب وجوقته ، إلا أن الذكاء السياسي والحكمة التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائهما قد فوتت وستفوت هذه الفرصة على أمريكا ، ولا سيما أنها تتمتع بقدر عال من الأمن والأمان، ولديها جيوشا وأجهزة وأنظمة أمنية قادرة على كبح جماح كافة الأنشطة أمريكا وحفظ أمن واستقرار المنطقة وإفشال كافة مخططات المخابرات الأمريكية وترامب الرامية إلى عسكرة المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها.
الخاتمة
الإدارة الأمريكية الحالية هي اوقح إدارة عرفها تاريخ العلاقات الدولية.
وبغطرسة منفرة تجوب الأساطيل العسكرية الأمريكية بحار العالم ، وتستفز الشعوب وتتحرش، وتتدخل في شؤون كثير من الدول والشعوب في العالم، وتدبر الانقلابات ضد الانظمة الوطنية، وتقوم استخباراتها بقتل الزعماء والمفكرين.
كما تقوم بحماية وتشجبع الانظمة القمعية والاستبدادية في العالم وتمولها بالسلاح وأدوات القتل والتعذيب.
حوادث الفجيرة وبحر عمان والتصعيد الأمريكي ضد إيران لا يخدم إلاّ أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة مثل؛ السعودية والإمارات.
الامور مفضوحة وبائنة ومكشوفة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. تلك الحوادث هي من فعل إسرائيل والسعودية والإمارات ومن ورائهم امريكا دولة العدوان والإرهاب.
السعودية والإمارات تبحثان عن حام، وإسرائيل يزعجها المشروع الإيراني في المنطقة لذلك دبروا هذه الحوادث لتأليب الرأي العام العالمي على الجمهورية الإسلامية.
حادث بحر عمان كان مقصودا به إفشال الوساطة اليابانية.
إيران براء من كل ما يحدث للسفن في الخليج وبحر عمان، والقوات الامريكية متسترة على الفاعلين، وربما منسقة معهم.
السياسة الأمريكية أصبحت تشكل خطرا على الأمن والسلم في العالم سواء بطريقة مباشرة عبر انتشارها العسكري والقواعد العسكرية في العالم ، أو عبر أدواتها، من انظمة عميلة، أو منظمات إرهابية كالقاعدة وداعش والأحزاب اليمينية والدينية وخاصة في العالمين العربي والإسلامي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha