المقالات

لماذا يضرب الإرهاب العالم الآن؟!

1335 2019-06-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قد لا نكون متجنين حينما نقرر، أن الطابع العام للعملية السياسية التي تقتاتنا في كل لحظة، هو الطابع الطائفي، وحتى الذين يستنكرون الطائفية، تجدهم في يلوذون بطائفتهم كلما أعيتهم السبل، والأمر ليس بيدهم، بل تلك هي طبائع الأشياء!

 بغية التوصل؛ الى أسباب الطابع الطائفي للعملية السياسية، يتعين أن نفكك العلاقة بين الدين والمذهب والطائفة..وسنكتشف كلما مضينا في التفكير قدما، أن المذهب مفصولاً عن الدين لا مشروعية له، فالمذاهب هي التظهيرات العملية للدين، والطوائف هي المجموعة البشرية، المتمذهبة بمذهب يستند على أساس ديني.

أما الطائفية؛ فإن تعريفها الأكثر كثافة ووضوحاً هو: إستخدام الدين لأغراض ليست دينية، قد تكون سياسية، أو اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية.

بلحاظ أن الدين؛ لا يزوّد بنصوص صريحة، الذين يريدون استغلاله، لتحقيق مآرب ليست دينية، ولذلك فإنّهم يعمدون إلى التأويل، وهو الساحة التي تنمو فيها الطائفية، حيث يصبح تفسير الدين حسب الهوى، هو المزرعة المنتجة لكل الأفكار والمواقف الطائفية، ومن ثَمَ مصادرة الدين، وعياً وقيماً وحضارة ونظام حياة.

ما تقدم من قول؛ لا يختلف عليها أحد، بل هو محور إتفاق، بيد أنه بنفس الوقت، يكشف حجم التعسف، الذي يمارسه من يتهمون الآخرين بالطائفية..!

كيف؟!

بالحقيقة؛ فإن من يتهم الآخرين بالطائفية، هو طائفي سواء علم أم لم يعلم، وغالبا أنه يعلم..!.وإلا كيف تأتى له، أن يتعرف على طائفيتهم المزعومة، إن لم يكن ثمة تناقض، بين ما يراه صالحا له ولجماعته، وما بين ما يمارسه الآخرين؟!

لنأخذ مثلا واحدا لا غير حول هذا التعسف: فكل ساعة يتهم أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام؛ بأنهم طائفيون، ليس لأنهم يفسرون الدين حسب الهوى، بل لأنهم يعتقدون بمعتقدات، ويمارسون طقوسا، في أقل توصيف لا تمس المحرمات!

خذ مثلا: أن الشيعة لديهم عقيدة راسخة، بأن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع)، قيمة عليا نادرة، ومثال إنساني متقدم، وأن جريمة قتله وأسرته وأصحابه، تمثل قمة الإنحراف في زمن مقتله، وعليه فإنهم يدينون ذلك، بأن يحيون ذكره بمختلف الوسائل، التي لا تتقاطع مع عقائد الآخرين، ولا تمسها بسوء، ونفس الشيء ينسحب على إعتقادهم بالمهدي المنتظر، كأمل للخلاص من الظلم.

يشاطر الشيعة في إحترام الحسين كقيمة إنسانية عالية، وفي قضية المهدي المنتظر، أديان وشعوب وقادة وصناع رأي، وزعماء أفكار ليسوا مسلمين، ما يعزز إنسانية المعتقد الشيعي! 

لكن الآخر المسلم؛ يتطير من معتقدات الشيعة وممارساتهم، ليس لأنها تضره أو تعتدي على مساحاته، بل لأنه طائفي، يتقمص  دور الدين، ويتزيأ بعباءته ويعتم بعمامته، من أجل أن يسود وجوده، بنفي الوجودات الأخرى، معتقدا أنه وحده يمتلك الحقيقة الكاملة!

النتيجة التي سيتوصل اليها، كل من يبحث العلاقة بين الدين والمذهب والطائفية، هي أن الطائفية لا تجتمع مع الدين، في مجتمع واحد ومكان واحد، فإما أن يكون ديناً أو تكون طائفية!

كلام قبل السلام: سنكتشف بلا تعب؛ أن الذين يتهمون غيرهم بالطائفية، يسعون إلى أخراج غيرهم من الدين نهائيا..وذلك هو سبب الإرهاب الذي يضرب العالم الآن!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك