المقالات

محرقة من أجل المصالح..!

2473 2019-06-13

مهند ال كزار

 

يقول الكاتب المصري فرج فودة في كتاب " المصلحة ": (لا أبالي إن كنت في جانب والجميع في جانب آخر, ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم ولمعت سيوفهم, ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول, إنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى ما قصدت, فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح, أخاطب أنصار المبدأ لا محترفي المزايدة).

قد يستغرب بعض المتابعين, من مجمل الاحداث الدائرة في المنطقة, وخصوصاً العراق وسوريا، والدول التي مر عليها ما يعرف بالربيع العربي, وماهي الاسباب التي جعلت من الشعوب، تدفع ضريبة التهجير والقتل, وفقدان الامن والامان, في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

الحرب التي بدأت رحاها بالدوران, منذ هجوم العصابات المتطرفة على سوريا, قد أستنزفت اطراف النزاع في آن واحد, تحت مسمع ومرئ المتحكمة أميركا, الدولة بالسياسات العالمية, التي تنتظر ما ستؤول اليه النتائج, التي لابد من أن تكون لصالحها.

موقف أميركا, المتفرج على مايجري داخل هذه المناطق, سببه سطوع نجم أيران الساحر, وامتدادها على طول خارطة مايعرف بالهلال الشيعي, الذي طالما كانت أميركا تخاف من تحوله الى بدر مكتمل في يوم من الايام.

ايران, التي أستطاعت من خلال نظامها الاسلامي الناجح, ان تستقطب أصحاب الايديولوجيات الثورية, والمؤمنين بأن أميركا وأسرائيل؛ هي سبب كل المشاكل في المنطقة, لقيادة النضال ضدها بعد إن أصبحت تتحكم بمستقبل شعوب المنطقة.

مثلما أنتجت أميركا القاعدة, عام 1979 بعد أحتلال أفغانستان من قبل روسيا, وأستخدمتها ضدها, قامت بطلق أيادي الحركات المتطرفة في المنطقة، الى أن أستطاعت هذه الحركات أن تتحد، وتنتج ما يعرف بـ"داعش", من أجل تحقيق بعض الاهداف غير المعلنة.

فتح الحدود من قبل تركيا، وغيرها من دول الجوار الاقليمي, كان هدفه أفراغ امريكا ودول اوروبا، من المتطرفين والمتشددين, الذين أستثمروا أجواء الحرية والديمقراطية في تلك الدول, وأستخدامهم لاسقاط الدول الاشتراكية المتبقية في المنطقة.

ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد, كان هو الاستراتيجية التي أتبعت وتتبع بالمنطقة, أستنزاف موارد أيران, وأسقاط الانظمة المناوئة للغرب, لم يكتب لها النجاح, الا عبر ورقة المذهبية والطائفية المقيته, التي كانت تنتظر كالبركان الهائج.

هذه الاهداف وحدت كل من اميركا, والمتشددين, والمتخوفين من أمتداد التشيع, الذي تمثله أيران في المنطقة, لذلك عملت على أستنزاف, ايران أقتصادياً, لانها كانت تعلم بأنها سوف تكون الجهة الوحيدة التي سوف تقدم يد العون لسوريا والعراق في حربهما ضد هذه العصابات.

هذه الاطراف لم تكن تعلم بأنها سوف تواجه قائداً جديد, أستطاع أن يوحد كل الذين أختلفوا سياسياً تحت لواء الحشد الشعبي, وهو من غير ميزان القوى على أرض الواقع, ونتفق مع قول الممثل الاسكتلندي أمنيم الذي يقول فيه ؛

"الحقيقة بأن لا احد يمكنه التنبؤ بالغد , فالوقائع مجنونة ولا شيء فيها مضمون".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك