قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في كثير من أدبيات السياسة، نقرأ لفلاسفة وكتاب، ولمنظرين وقادة رأي، لأمراء حروب وزعماء أحزاب، لرجال وأشباه رجال حتى! ولكن لا نجد فيما نقرأ؛ شيئا يشبه الذي جرى عندنا في السنوات الإثنتي عشر المنقضية!
في كل بقاع العالم؛ وفي غير بقعتنا حيث أنشأ أسلافنا الحكماء، أول نظام حكم عرفته البشرية، يكون نظام الحكم أما أبيض أو أسود! ولا مساحات باهتة الألوان، كلون نظام الحكم الذي يطبق عندنا، والذي سنجبر على التخلص منه عاجلا أو آجلا، وسنقدم ثمنا باهضا لتغييره..
في غير بلدنا، ثمة حكام مستبدين؛ أباطرة وسلاطين، وملوك وأمراء، وجنرالات وشيوخ، كشيوخ عفطة العنز في الخليج، أو ملكيات دستورية لا تهش ولا تنش، أو ديمقراطيات يجري فيها تداول سلمي للسلطة!
عندنا؛ ولأننا لسنا الذي صممنا نظام الحكم القائم، تعين أن ينال كل منا فرصة، في أن يكون وزيراً أو أمير، حتى ولو كان حقير!
في توصيف ما هو قائم، هناك من يقول أنه نظام شراكة سياسية، وأن من العدل أن يجد جميع العراقيين، صورتهم في النظام القائم، لكن الحقيقة أن ما بنيناه، أو ما صُمم لنا، لم يكن "شراكة" حقيقية، بل كان "مشاركة"، قائمة على عقيدة الأخذ لا العطاء، وشتان بين العقيدتين!
في البدء؛ وحينما كانت نشوة الخلاص، من نظام القهر الصدامي تلعب بالرؤوس، تخيلنا أن مشهدا سياسيا معقولا، سيتشكل بإضطراد متسارع، شيئا فشيئا، وستتكون على الأرض قوى سياسية حقيقية، لكن معطيات الواقع واستدلالات النهج السياسي، لمعظم تلك القوى السياسية، لم تكن قادرة لأن تضعنا، أمام بوابة مخرجات عمل سياسي حقيقي، يمكن أساسه نقد ماضينا، وتلبية إشتراطات حاضرنا، وبناء مستقبلنا!
راهنا؛ وبرغم أن بيننا، كثير من الذين يتوفرون على نوايا طيبة، لكن الأوطان لا تبنى بالنوايا فقط! لذلك لا يمكن لعاقل أن يقول: أن الوضع السياسي هنا بمجمل،ه لا يبعث على الخيبة، فليس في ألأفق نهاية للتخبطات السياسية والأزمات المفتعلة دوما، فضلا عن أننا لا نرى في الأفق المنظور، سبيلا للإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني.
لقد تحولت المصلحة الوطنية الى مصالح؛ وذلك لأنها تقع في زاوية بعيدة جدا، من أدمغة المبرمجين على خدمة الذات فقط!
كلام قبل السلام: الحقيقة أن خيبة الأمل؛ مبعثها أن سنوات ما بعد التغيير، لم تكن سنوات خلاقة، بمعنى أنها لم تستطع أن تكون سنوات بناء، بل كانت في معظمها سنوات هدم، فلقد كنا شطارا بأن يهدم بعضنا بيوت بعض، ليبدو بيته هو الأعلى بين البيوت!
سلام.....
https://telegram.me/buratha