سألني احد الأصدقاء عن كيان سياسي كبير يحكم البلاد الآن, كان يتخذ من بيتي موطأ قدم وسكنا لهم حين عبورهم من إيران إلى البصرة في زمن النظام , وبعد السقوط انقطعت علاقتي بهم تماما ومضى كل الى سبيله . قلت له لا اعرفهم ولا تربطني بهم علاقة ولا معرفة .
تعجب صديقي من جوابي إني لا اعرفهم , صار يحقق معي يريد معرفة السبب .. قلت له هذا الجواب تعلمته من السيد الخوئي رحمه الله حين كنت في النجف .. واليكم القصة .. جاء رجل الى سماحة السيد الخوئي رحمه الله في زمن الطاغية .. وقال له سيدنا : انا ذهبت الى الحج في السنة الماضية وحين اخرجت خمس مالي جئت الى جامع الخضراء صباحا أريد لقياك . ويبدو ان رجال الأمن متفقون مع معمم اسمه كاظم الكفائي( وهو من رجال السلطة المعرفين والمقربين لصدام حسين ).
وبعد ان تأكدت انه ليس أنت جئت أسالك .. هل ما أخذوه مني بعنوان زكاة الخمس حقق الغاية من دفعها ..؟ فأجابه السيد رحمه الله .. انا لا اعرف هذا المعمم ..؟ فتعجبت من جوابه , لأني اعرف ان هذا المعمم كان احد طلابه لسنوات عديدة قبل ان ينتمي لحزب البعث .. كيف يقول لا اعرفه ..؟ وصراحة صار في قلبي شيء ان رد السيد غير دقيق .. كرر السائل السؤال وتلقى نفس الجواب ..
لم استطع ان اهظم الجواب .. ودارت الشكوك في راسي حول الموقف .. كيف يقول زعيم الامة عن شخص لا اعرفه وهو يعرفه تماما ..؟ ذهبت ليلا الى بيت السيد مهدي الخرسان حفظه الله وهو احد اعضاء لجنة الفتيا في الحوزة العلمية .. وذكرت له القصة بالتفصيل .. قال وما سؤالك عن القصة ..؟ قلت كيف يقول السيد الخوئي عن كاظم الكفائي لا اعرفه وهو يعرفه ..؟ قال السيد الخرسان :..
انت لا زلت لا تعرف لغة العلماء والفقهاء .. لان سؤال هذا الرجل في طياته احتمالات كثيرة .. ممكن انه مبعوث من قبل رجال الامن ويريدون معرفة راي السيد عن دورهم في تضليل الناس البسطاء ..
او انه يريد ان ينقل رايه الى المعني الذي لا يتورع ان يقوم بتحريض الامن والحزب باعتقال عدد من المعممين المقربين من السيد الخوئي .. ومن ثم كلمة لا اعرفه وهو يعرفه عند المقابل ان يكون فطنا ان هذا الرجل غير موضع ثقة .. وأخيرا الابتعاد عن الغيبة وتفويت الفرصة على الاجهزة البوليسية الأمنية من تشديد الخناق أكثر على الحوزة وقيادتها .. فيكون جواب لا اعرفه جوابا لمن يفهم الكلام .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha