علي الطويل
بعد توقيع معاهدة كمب ديفد السيئة الصيت بين السادات واسرائيل ، وبسيناريو محكم واحداثه طويله اريد به ابتلاع فلسطين والقدس وبطريق تكون بدايته كمب ديفيد ، عند ذاك اجتمع الحكام وبمؤتمر استعراضي اعلامي دعائي وقرروا معاقية مصر على فعلتها بالظاهر وكان اكثرهم مساهمين بل لاعبين بالباطن ومن وراء الستار في حياكة المؤامرة بل وان اغلب فصول السيناريوا قائمة على مواقفهم وادوارهم ، وما ان مضت سنين قليلة على المقاطعة حتى رايناهم يتسللون واحدا واحدا لارضاء حاكم مصر في حينها معتمدين على التبريرات الاعلامية والاعذار المختلفة للتغطية على سلوكياتهم وتصرفاتهم ومعتمدين على النسيان ( كما يضنون) الذي يغلف العقل العربي بعد مضي السنين ، الا ان ذلك لم يمر دون ان تعي الجماهير نتيجة واهداف هذا الفعل بل شخصت ذلك ولكن الشعوب العربية مغلوبة على امرها ومحكومة بالحديد والنار فعجزت عن فعل شيء.
عند ذاك استشعر الامام الخميني الكبير (رض) الخطر الذي يدور والمؤمرات التي تحاك لبيع القدس وباثمان بخسة نتيجة التبعية والولاء الذي عليه كثير من الحكام العرب لامريكا واسرائيل ، وللتخلص من الضغوط الامريكي وحتى يحافظون على كراسيهم المصنوعة اساسا في امريكا وبريطانية راعيتا الكيان الاسرائيلي ، عندها افتى فتواه الشهيرة بان يكون اخر يوم من شهر رمضان يوما لنصرة القدس وادانة اسرائيل ومن يرعاها امريكا زعيمة الاستكبار العالمي والدول السائرة في فلكها ، وكانت تلك الفتوى نقلة نوعية فذة لقضية القدس من ادراج مكاتب الحكام يتداولونها كيف شائوا الى ضمير الامة يتجدد ذكرها كل عام ، في شهر مقدس لدى جميع المسلمين وفي يوم مقدس لدى جميع المسلمين ايضا الا وهو يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان .
وكان لتلك الفتوى اهداف متعددة منها :
1. اشراك الجماهير المسلمة في كل العالم في هذه القضية باعتبارها قضية اسلامية تتعلق بعقيدة جميع المسلمين .
2.اخراج القضية من قبضة الحكام العرب الذين تهيئوا لنفض ايديهم بل بدأو في وقتها بالتخلص منها عبر صفقات ثنائية وجماعية ولازالوا يحاولون وما صفقة القرن المزعومة الا واحدة من تلك المحاولات التي تهدف الى بيع القدس.
3.اراد الامام الخميني ان يبرهن ان قضية القدس ليس قضية ذات بعد ضيق قومي مثلا حتى يتصرف مجموعة بها كما يحلوا لهم بل هي قضية عامة للمسلمين جميعا .
4.استشعر الامام الخميني بفكره الخلاق وبصيرته النافذة ان اسرائيل لن تتخلى عن جرائما ، وان الحكام العرب وعلامهم سوف يغطي على هذه الجرائم لخدمة هدف الصفقة ، لذلك فالمظاهرات سوف تكون للتعبير عن سخط واستنكار دائم لهذه الجرائم والافعال الاسرائيلية الشريرة الشريرة .
5.ايجاد قوة ضاغطة مستمرة لاشعار الحكام الخونة والقوة التي تتلاعب بمصير القدس بان الجماهير سوف لن تسكت عن افعالهم ومايتبنونه من مواقف متخاذلة
6.ان تكون قضية القدس عاملا قويا للوحدة الاسلامية التي تتخذ القدس قضية محورية لها
وبعد مضي هذه السنين الطويله على تلك الفتوى نراها كل عام يكبر صداها وتتسع رقعتها بل انها اصبحت في هذا الوقت مثار قلق وتوجس امريكي صهيوني وحكام خونه كبير لقوتها وفاعليتها ، بل انها اصبحت منبرا للتعبير عما يختلج ضمائر المسلمين من الم تجاه ما الت اليه الامور بيد الحكام العرب ومن ورائهم اسرائيل وامريكا ، ولعل سرة تدبير صفقة القرن التي اعلن عنها والمحاولات للتعجيل بعقدها ؛ رغم اننا نكاد نجزم بخيبة هذا المسعى ؛ الان ذلك كله ياتي خوفا وقلقا من المستقبل الذي بدات بوادره تلوح بزوال هذا الكيان اللقيط وازاحته عن ارض فلسطين وتطهير القدس الشريف من دنسه ، عندها لايجدون الا الحر امام ملاذا ، وما مسيرات نصرة القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان الا واحدة من مثيرات هذا القلق
https://telegram.me/buratha