🖋ميثم العطواني
تداولت أنباء عاجلة منذ صباح اليوم الباكر على لسان وزير خارجية عمان تفيد بأن "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يتنازل عن شروطه ويسحب البوارج الى المحيط الهندي كبادرة حسن نية على ان تتعهد إيران ايقاف تصنيع السلاح النووي"، ويأتي هذا الإعلان الغير مباشر بعد ان وجد ترامب في طهران خصم عنيد لم تهزه العواصف ولن يلتفت للتهديدات، وهذا ما يمكن اعتبارها هزات ارتدادية للزلزال الذي ضرب مشهد التحركات الأميركية في المنطقة لاسيما وصول حاملة الطائرات العملاقة وآلاف الجنود من قوات مشاة البحرية "المارنيز" الى الخليج ورسم طابع الحرب، حيث ذهب الجميع الى ان الحرب قائمة لا محال إلا من كان يملك رؤية ثاقبة للحدث وملم بسياسة البلدين.
ان قرار ترامب المتسرع بإرسال بارجات عملاقة ومشاة من البحرية الأميركية الذي لن يجدي نفعا مع إيران التي كانت على يقين بإنه غير قابل للتنفيذ لإسباب كثيرة قد يكون أهمها تخوف الولايات المتحدة من تدمير قواعدها العسكرية المنتشرة في السعودية والأردن والعراق وقطر، وان حاملة الطائرات العملاقة ذاتها تحت مرمى النيران الإيرانية، بالإضافة الى تخوف حلفاء واشنطن وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني من عواقب الحرب الوخيمة التي ستكون مدمرة لهم.
قرارات ترامب الغير مدروسة واجهة موجة استقالات احتجاجية من قبل كبار القيادات الأميركية وتحرك شخصيات مهمة في ما تبقى من إدارته في محاولة لرأب صدع ما أحدثته هذه القرارات المتسرعة في محاولة للملمة الفوضى التي تسببت في إحداثها وإحراج الولايات المتحدة أمام الرأي العالمي العام، إذ تحرك مستشار الأمن القومي جون بولتون في زيارات الى المنطقة شملت "إسرائيل" وتركيا، كما تحرك وزير الخارجية مايك بومبيو في جولة شرق أوسطية شملت الأردن والعراق ومصر وبعض دول الخليج مهمتها الأساسية مناقشة وضع القوات الأميركية في المنطقة.
يبدو ان إيران وحدها من تملك بوادر إنهاء هذه الأزمة، وهي كما نعتقد لم تتراجع عن موقفها مالم تضمن انهاء الحرب الإقتصادية الموجه ضدها والمتمثلة في الحصار الإقتصادي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha