علي الطويل
عندما انتصر حزب الله في حرب تموز سنة 2006 لم تكن اسرائيل تتوقع تلك الهزيمة المنكرة ، وفي وقتها راح اعلام العدو وشخصياته السياسية والحزبية كل يرمي اللوم على الاخر فيلقي المسؤولية عنه ويضعها في عنق غيره ، ولكن اسرائيل حينها لم تتخيل انها ستكون في يوم من الايام امام معضلة كبيرة وغصة في حلقومها اسمها حزب الله ، حتى بعد هزيمتهم في تلك الحرب ، فبعضهم عزاها الى الصدفة وبعضهم عزاها الى سوء تخطيط القيادة العسكرية وعدم تقدير قوة (العدو) بزعمهم ، ولم يحسبو ان المقاومة في حينها قد وقفت على رجليها وخطت خطوات واسعة باتجاه الوقوف الند للند في وجه اسرائيل وكيانها اللقيط ، وبعد مضي اكثر من 13 عشر عاما على تلك الواقعة لازالت اسرائيل ومن ورائها من دول الاستكبار في ظلالها القديم اذ لاتعي حجم القوة والصلابة التي تتمتع بها قوى المقاومة وهذه المرة ليس حزب الله فقط ، بل امتدت على مساحة المظلومية التي وقعت على شعوب المنطقة فاينما حل الظلم حلت المقاومة ، وهذه المرة ايضا في اليمن وسوريا وبين ظهراني الاحتلال في غزة وفي العراق اذ اذاقوا مشروع امريكا واسرائيل الهزائم المنكرة الا وهو الحشد الشعبي ، فكانت الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة شاهدا على قوة هذ المقاومة وصلابتها وامتداد ذراعها ، فاسرائيل وامريكا ومحورهما من قوة الباطل في الخليج وغيرة في حيرة من امرهم فقد استفحل( المرض) ولم يعد العلاج نافعا برائيهم .
فقد غرقت السعودية والامارات في وحل اليمن وبدات المقاومة تطال اذرعها شريان ال سعود وقلبهم النابض بالدولار الذي يضخه لكل فروع الشر وهو النفط كما وصلت الى قلب الامارات وشريانها وهو المطارات التي تاتي بالسياح والمستثمرين وهي رسالتان كانت بالغتا الاهمية ، وخاصة توقيت ضرب محطات الضخ النفطي في الرياض .لقد توقف تفكير امريكا واسرائيل حينما سمعوا الخبر اذ نزل على رؤسهم كالزلزال ، فالمقاومة اليوم تقول كلمتها فما هو الحل؟ هنالك هدأ صراخ ترامب وبردت حماسته ولم يستحي من تغير الموقف بصورة جذرية في اليوم التالي ليتوسل التفاوض مع الجمهورية الاسلامية ولا مجيب لطلبه ، ان الورطة التي اوقع ترمب نفسه فيها مااتت الا نتيجة التصرف الاهوج المستند الى الاستعلاء والتجبر واستصغار الاخرين ولعل صفعة الحوثي قد تعيد له وعيه ،
اننا اليوم في زمن المقاومة التي سيكون لها القول الفصل في رسم التوازنات الاقليمية والدولية في المستقبل القادم فهذه اولى الخطوات العملية التي وازنت القوة بين معسكري الاستكبار ومعسكر المقاومة ، فلا احد يجرء بعد الان ان يتجاوز حساب المقاومة ، ومهما عجل السعوديون وبدفع امريكي في ترتيبات التسريع واقامة المؤتمرات للتعجيل بصفقة القرن فانهم لن يتمكنوا من تحقيق اهدافهم ولن تنفعهم منظومات القوة الامريكية والصهيونية ولا تنفعهم الاموال والرشاوى لكسب المواقف لان ذلك لم ينفع في زمن كانت الشعوب نائمة ، فكيف ينفع اليوم والشعوب متأهبة ومتدربة ويدها على الزناد انه باختصار زمن المقاومة التي يجب ان تكون كلمتها تسبق كلام غيرها فكيدو كيدكم واسعوا سعيكم فان علم المقاومة قد ارتفع واصبح يوازي اعلامكم .
https://telegram.me/buratha