المقالات

البخاتي والسبيل الى الجنة


جاسم الصافي

 

ان الله اشترى من المومنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة , هذا عقد بين المؤمنين وبين الباري عز وجل وهو الحق الذي ذكر في التوراة والانجيل والقران الكريم حيث كان قول الباري عز وجل ان استبشروا ببيعكم الذي بايعتم به , وهو الفوز العظيم , لكن هذا العقد وهذا البيع قد اجمع الناس على مباركته ومنهم من اتم ذلك.

فكان نصيبه ان استخلف على هذه الارض ومنهم من رفض المولى ان يقال عنهم قتلوا اذ هم احياء عند ربهم يرزقون , وتلك ارفع منزلة واكرم مقام لا يطاوله منزلتها الا منزلة الانبياء والمرسلين وهذا هو ما يصعب الامر علينا اذا نحن العبيد في صدد الحديث عن من هم اقرب لرتبة الانبياء فهل يمكن ذلك انا لا اعتقد ان لي القدرة لان الكلام هنا يكون اخرس والمعنى فارغ خصوصا مع علو ورفعة كلام الله ونبيه المصطفى وخلفائه من الائمة المعصومين وهم يعطون لنا درس لفهم رتب لمراتب الشهادة , لكن ما يمكن الحديث عنه هنا هو كيف كانوا وكيف عاشوا وكيف انتخبهم المولى لجواره .

هذا قد يكون اصعب لان حبل الوصل بين العبد والمعبود والحبيب والمحبوب سر لا يباح عنه ولا يدرك مقامها الا اصحاب ذلك السبيل وهم عند رحمن الدنيا ورحيم الاخرة , ومع هذا كان من الطاف الباري ان تكرك علينا بمساحة صغيرة واضاءة خافتة لنراهم وهم في اشد اخلاص لعملهم في خدمة الناس وفي الاقتراب من سحر الملكوت في اقوالهم وافعالهم , اذ لم يكنوا اناس عادين لم يعرفوا التعب ولا اوقفهم ملل لان لهم طاقة الايمان وفضائهم لا يعتمد هذا الزمان .

قد كان خير برهان هم الخالدون مع سيدنا ومولانا الحسين (ع ) لم يطمس ذكرهم زور ولا دفنتهم اتربة الزمان ولا تغيرت عظمتهم مع جبروت سلطان , حفروا التاريخ بأمجادهم وبدمائهم سطروا احرف البطولة والجهاد , ونبع نهر ذكرهم حتى من بين سطور الخبث والتلفيق لتكشف لنا عن زيف الحاقدين واكاذيب المارقين.

نعم لم يكن خبر ارتحال الشهيد السعيد صالح البخاتي الا طلقة مدوية في التاريخ الجهادي بل هي جاءت لولبية لصميم قلب كل مؤمن , ورغم اننا قد عرفنا هذا الفقد من احبة سبقوا شهيدنا السعيد لكن شهادة السيد صالح البخاتي لم تكن الا عرسا ارده لنفسه من زمن بعيد , وها قد انتخب من بين الخلق لجوار الانبياء والصالحين بعد طول دعاء وعتب ودموع وبعد جراح وجراح وجهاد متواصل لا يعرف الكلل .

لقد قال في فقده الصديق المجاهد قاسم العجرش : ان اخاك وصاحبك صالح البخاتي الموسوي , لم يتركنا في ليلة ظلماء ابدا , نعم كان هلاله اربعين عام من الجهاد في حلكة الظلام والقهر والاذلال حتى اكتمل بدره اليوم , فكان فنارا للسالكين.

نعم صديقي هو كذلك وكما تقول كيف نفتقده وهو حاضر فينا واعماله تتحدث الينا , وكيف نفتقد بدرا يضيئ سماءنا بالمواقف , لكن هذا هو الحنين وقسوة الفراق يا صديقي تجعلنا نفقد رشدنا كما تقول , انهم سفن يا محزون والسفن لا ترحل الا لموانئ العطور والورود وأراضي مغطاة بسنديان ونظار , وكما قال جدك الباقر لا فضيلة كالجهاد اني اغار منه واحسده لأنه لجوار اجدده ولجوار السعداء والصالحين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك